حلب _عماد مصطفى
تحتفي مدينة حلب، تاريخياً وثقافياً، بمكانتها الرفيعة في قلب الثقافة السورية، وفي هذا الإطار، تشكل “أيام الموسيقى” حدثاً بارزاً يُبرز روح المدينة ويعيد الحياة إلى تراثها الفني. هذا الاحتفال، الذي تم تنظيمه في دار رجب باشا الأثرية، يعد تجسيداً لإرادة الشعب السوري في إعادة بناء هويته الثقافية بعد سنوات من التحديات والصراعات.
تحمل دار رجب باشا في طياتها تاريخاً عريقاً، فقد كانت في الماضي ثكنة عسكرية للنظام البائد، وتأتي اليوم لتحضن مزيجاً من الفن والموسيقا، ما يعكس التحول الجذري الذي شهدته البلاد. من ثكنة عسكرية إلى مركز ثقافي، تبرز هذه الدار كرمز للنهضة الثقافية في سوريا الجديدة، متوجهةً بفضل هذه الفعاليات إلى استعادة الأصالة التي تجلب الفخر لأهالي حلب.
أقيمت الفعاليات بالتعاون مع عدة جهات، مثل مديرية ثقافة حلب ومنظمة سند الشباب التنموية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، لتسليط الضوء على المشهد الموسيقي السوري الذي يعاني من قلة الدعم والاهتمام بسبب الظروف الراهنة. تسعى هذه الفعاليات إلى تشجيع الفنانين المحليين وتعزيز التواصل الثقافي بين الأجيال، مما يساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي السوري وتنميته.
الموسيقا، بصفاتها المتعددة، تلعب دورًا محوريًا في صقل الهوية الثقافية، ولهذا فإن الاحتفال بيوم الموسيقا العالمي في دار رجب باشا يمثل دعوة للجميع، محلياً ودولياً، لنشر الفرح والفن، وإعادة إحياء ذكريات جميلة من تاريخ المدينة. من خلال العروض الحية وورش العمل، يتمكن المشاركون من التفاعل مع الفنون، مما يعزز روح التعاون بين الأفراد داخل المجتمع، ويُعيد الأمل للمواهب الشابة الراغبة في أن تجد صوتها في عالم الموسيقا.
وتعزيز المشهد الثقافي السوري، ليظل قلب حلب نابضاً بالحياة والفن.






































