عذرًا… أيتها الأحاسيس
عذرًا…
أيتها الأحاسيس التي تسكننا كالأوطان القديمة،
أحيانًا…
نضطر إلى دفنكِ في مقابر الصمت،
لا لأنكِ خطيئة،
بل لأنكِ صرتِ أثقل من أن تُحتمل،
وأقسى من أن تُعاش.
نعلم أن فيكِ الحياة…
لكن فيكِ أيضًا كل احتمالات الموت،
فكم مرةٍ بكيناكِ في وضح الفرح،
وكم مرةٍ ضحكناكِ في مأتمٍ من الحنين.
نقتلكِ…
كي لا نغرق فيكِ،
كي لا تمطرينا وجعًا من أعيننا،
ونحن نحاول التماسك أمام مرايا
لم تعد تعرفنا… ولا نعرفها.
وكنتُ — صدقًا — أتمنى البقاء،
لكن بقائي كان يقتلني بصمتٍ نبيل،
فاخترت الرحيل على حافة الانهيار،
لعلّي يومًا ما…
أتصالح معكِ،
وأمرّ قربكِ كالغريب،
يلقي عليكِ السلام… ويمضي.
فلا تلومي انسحابي…
فأنا لا أجيد الحرب حين تكونين السيف والجُرح معًا،
ولا أجيد الحبَّ حين يصير خنجرًا مغروسًا في خاصرتي.
سأرحل…
ليس لأنني لا أحبك،
بل لأنني أحببتك حدّ الاختناق،
ولم أعد أملك رئةً أتنفّسكِ بها…
فدعيني أخرج من قصتكِ بهدوء،
كما يدخل الليل على مدينةٍ نائمة،
فـ بعض النهايات…
ليست خيانة،
بل نجاة.
بقلم. ماريا حنا






































