ناي عقلي
يا ايها اللائمون لما تعيبون العشاق فيما يشعرون،
قد نبثت خليلته شريان بين أضلعه
من الازل ويلكم مما تسخرون،
إن أهل العشق من يؤنس بعاشقه
و بما زرع في مهجته يصبح من الخاشعين،
اولئك لهم في النبض سكرات
تحيي من مات شوقا
حتى الأعمى يصبح من المبصرين،
و الصبر صار عدو لهم
و عقارب الساعة تتمايل
ببطئ و تقسو على المحبين،
يا من ملكت الروح بعد خالقها
تريث في عزفها فصوت حنينك متاع للأنين،
سبحان من زرعك عذاب لذيذ في قلب
كان في الحب من الملحدين،
إذ أخذت ميثاق العشق مني و اوتيت به
ما تبينه لمعشر الانس و الجن جميعهم مستغربون،
أنت بداية الحب و نهايته
تكبر كجنين صار في يومين في عمر الثلاتين،
إن القلب اختار حبك بلا تردد ،
تزرع فيه ورودك
و تسقيها رحيقا فاح عطره بين الزائرين،
صار للقلب لسان نطق به اسمك
فتزين لحن حروفك الاربعة طرب السامعين،
لقد اشتموا عطر الورود التي نبتت في صدري ،
حدائق حب لك من بين العالمين،
يا من تجملت فيك الابجدية
و اقدسها حروف اسمك الاربعة من الثمانية و العشرين،
تخونني ذاكرتي في كل شيء
انت فقط ترتسم فيها
و تسكن بملكية مطلقة لست من العابرين،
انت الماضي و الحاضر و المستقبل
بك أحيا و فيك أموت ،
أنت انتصاري بك أقوى فيك أضعف،
و معك على الظالمين،
إني اراك بقلبي يا جميل الخلق و الخلق ،
قصائد الحب تتهيأ لك وحدك فانت الوتين،
كلهم يسألونني من تكون،
يا معشر الانس
إنه يختصر كل المعاني في الحب و الحياة،
نيرانه أشعلت القلب و تذكيه رياح الشوق و الحنين،
لا أعرف من اين ابدأ وصفك،
إنه غابة من السحر
و حبه عود ثقاب أشعل قلبي
و أنار دنياي و صار عمري عمرين،
تشتعل الاشواق في غيابه و في حضوره
تنتشر البهجة في أرجائي
و يفوح العشق في الروحين،
بيني و بينه تاريخ من الازل و سهر قديم نسجته
حكاية في ليلة طويلة
غزلنا فيها العشق معا بين القلبين،
و يصبح غزل فرح القمر ليلا ،
خيوطا للشمس ذهبية تنير الظلام و عتمة الروح ،
فترقص بهجة بمجرد أن ألمح إسمك بين أضلعي
اتنفسك فتسافر بين الرئيتين ،
أسمع سمفونية يعزفها ناي عقلي ،
فأهيم شوقا و أرجو الوصل و دفئ الذراعين،
يا راحة قلبي ،يا هناء الروح ،
كل يوم اوقع فيك عقد الشوق
بين اسمي و اسمك أمام الشاهدين.
الدكتورة نارزين بني هاشم
Discussion about this post