بقلم الشّاعر … مؤيّد نجم حنون طاهر
“أنينُ الرّوحِ في نايٍ يتيم”
أيّها النّايُ…
كُفَّ عن ترديدِ نداءِ الغائبين،
فالوجعُ أكبرُ من نَفَسكَ المرتعشِ
وأضيقُ من صمتِ المسافاتِ في صدري.
عزفُكَ …
كأنّه حكايةُ جرحٍ
لم يلتئمْ منذ قرونٍ من الحنين،
ينسلُّ من بين نبراتِك
كطفلٍ تائهٍ…
ضاعَ بينَ صوتِ أمّه
وهمسِ الغياب.
لا تَسألْني عن الحبِّ،
فهو ظلٌّ يتبعني
ولا يكلمني.
هو وميضُ برقٍ
مرّ فوقَ صحارى القلب،
ولم يُمطِرْ.
يا نايَ الرّيح…
أما تعبتَ من النَّشيج؟
أما ملتَ من صُراخِ الأرواحِ
المعلّقةِ في ثقوبِ لحنكَ ؟
إنّي أخافُ أن يُصبحَ قلبي
قصبةً تُثقبها الأحزان،
وتنفخُ فيها الذّكرياتُ
كلَّ مساء.
دلّني على وترٍ
لا يبكي حينَ يُعزف،
على صوتٍ لا يحملُ نحيباً
ولا يرسمُ في الأذنِ خريطةَ وجع.
يا ناي…
إن كنتَ لا تملكُ دواءً
لرعشةِ هذا القلب،
فاصمتْ قليلاً،
وإتركْني أعلّقَ دمعةً
على حافةِ اللّيل
وأمضي …
بقلم الشّاعر … مؤيّد نجم حنون طاهر
العراق






































