بقلم الشّاعرة … منيّة نعيمة جلال
أمّي الّتي أبكت الغيم …فابتلّ قلبي
يوم أمس، الخميس 19 جوان 2025 خرجنا بأمّي من عُزلتها… من ذلك الرّكن الموجوع بالذّكرى والأنين، بعد أن فقدت إبنيْن من صلب قلبها… واحدًا في عزّ شبابه، وآخر ترجّل باكرًا دون وداع.
أقنعتها أن تخرج… قبّلت رأسها وقدميها، أردت أن أزرع شيئًا من الحياة في عينيها الّتي ذبُلت من طول البُكاء.
ويا للدّهشة… ما إن تحركت السّيارة بنا، حتى إنفتحت السّماء فجأة، وهطل المطر… غزيرًا، دافئًا، ناعمًا كأنّه بُكاء مقدّس….
قلت في نفسي :
“صدقاً إنّ اللّه يُمطر حين تتوجّع الأم ّ “
كأنّ السّماء أرادت أن تبكي معها…
أن تواسيها، أن تغسل عنها بعضًا من وجعها الطّويل.
كأنّها رسالة خفية من الغيب:
“يا كريمة القلب، يا سخيّة العطاء… لم ينتهِ النّبض، لم يُقفل باب الرّجاء.”
ربما كانت تلك اللّحظة تكريمًا إلهيًا لأمّي…
لمن أعطت ولم تنتظر،
لمن خبأت وجعها تحت الوسادة، ووزّعت الفرح على من حولها.
أمّي…
يا شجرة الحياة، يا ظلّ الخسارات النّديّة،
لكِ السّلام،
ولكِ الدّعاء،
ولكِ المطر الّذي جاء من أعالي الغيم، ليقول لكِ: لستِ وحدكِ
ياربّ إرحم الوجع الّذي يشبه أمّي…..
اللّهم إجعلها آخر أحزانك يا أُمّي، وإغمركِ بالصّحة والطّمأنينة،
وإرحم أبناءكِ الرّاحلين، وكُلّ أمّهات الأرض المفجوعات…
سنظلّ نفتح للفرح نافذة،
حتى في عزّ الألم،
لأن في قلوب الأمهات… يسكن اللّه. …
من أبنائكِ وأحفادكِ اللّذين لا تُشرق الشّمس في
قلوبهم إلاّ حين تبتسمين
بقلم الشّاعرة … منيّة نعيمة جلال






































