من كتابي( نقطة حوار)
. وما ذلك على اللّه بعزيز
بين ذراعيها توأم رضيع ببنية هزيلة لظروف صحيّة منذ الولادة …
ولأنها لا تستطيع رعايتهما لأنّها لازالت نفساء…
طلبت من زوجها أن يحملها والرّضيعين إلى بيت أمها لمساعدتها ، وكما نعلم أن المرحلة الأولى تكون صعبة مع وليد واحد فما بالك توأم والحرارة المفرطة….
ضحك الزّوج منها كأنّ الرّضيعين ليسا من صلبه قائلا :
واللّه لن تطأ قدمي ولا سيارتي مكان سكناكم …
قالت: باستغراب كأن العشرة لا قيمة لها والعلاقة الأسرية مجرد لعبة ،ما سبب رفضك ؟ ألا يعنيك أمرنا بل بالأحرى ألا تحسّ الفرحة بما منحت من المولى؟ ألا تعي خطورة الطّريق وبعد المسافة وحملي لهما ولأغراضنا؟
ألا تخاف على عرضك من الطّريق وأنا لازلت في ريعان شبابي والمسافة من الشّمال إلى الجنوب طويلة ..كيف لا تفكر بنا؟
قال اطلبي أحدًا من العائلة يصطحبك و ادفعي له أجرًا .
أصرت أن تعرف سبب امتناعه، مع العلم أنّها كانت ستؤدي له ثمن التّوصيلة …. لأنه جشع ويحاسبها عن راتبها والقصة مفهومة ..
أجابها بكل وقاحة والوضع لا يستحمل النّذالة ..
سيارتي غالية ولا أحبّ أن أذهب بها إلى مكان سكناكم
ضحكت بحسرة أهي أغلى مني ومن الرّضيعين ..؟؟
قالت : ودمعة المقهور :لي اللّه ودعائي لك
اللّهم اهدك وحنن قلبك …على أهلك …اللهم اني مغلوبة فانتصر..
استدعت أحد إخوانها وطلبته مرافقتها ومساعدتها على ما تحمل من أغراض . .. متحججة أنّ زوجها لديه عمل مستعجل، حتى تبقي على الود وتبقى صورته جميلة في أعينهم ….
تشاء الأقدار وتصل بيت أهلها بعد تلاثة أيام دون أن يسأل عن وصولها وحال الرّضيعين كانت تتذكر مواقفه في الطريق، حين كانت تعيد الشّريط وطريقة الحديث الذي مرّ بينهما من كانت لعشرته وفية تقية مستغربة لتصرفاته اللاواعية…
مر أسبوع فإذا بقدرة اللّه التي لا تعلوها قدرة، هاتفها ..كانت فرحتها كبيرة وقالت في نفسها ربما رق قلبه وأنتبه ضميره، لكن للأسف كان الإتصال لغرض…ألو ألو. .. هل تستطيعين اقراضي مبلغًا من المال أو تقترضين من أحد أقاربك إلى حين ميسرة ..وهو من النّوع الذي لا يرد الدّين ….
أجابت بعفوية الزّوجة الصّالحة ما الأمر ؟
هل أصابك مكروه أو أحد أفراد عائلتك ؟؟؟؟
قال : لا ما هذا الفأل السّيئ أتتمنين لي الهلاك ؟
أجابت : سألتك سؤال الزّوجة وأم أبنائك و سؤال العشرة…ما الأمر؟
أجاب : كتبت شيكات بدون رصيد (الزّوج كأن يقامر ويغامر ..) علي الدّفع و إلا الحبس وأنت لا ترضين لي ذلك ..
أجابت بحسرة وألم والله لا أملك وليس لي القدرة للإستيدان لك والمبلغ ملايين ….واللّه على ما أقول شهيد…
لم يكمل المكالمة فقطع الخط في وجهها … واللّه يعلم بحالها
أقفلت الأبواب في وجهه واللّه خير قادر على رد الاعتبار لمن قهرت مرات عديدة وهي الزّوجة الصّالحة والأم الصّابرة ….
علمت بعد ذلك الإتصال أنه وضع السّيارة التي رفض أن يوصلها بها ورضيعيهما وهي نفساء للبيع ليسدد الدّيون
المتراكمة عليه..(.السّيارة لا يعلم أهلها عنها أي شيء ..)..
الغريب و الذي ليس غريبًا ولا صعبًا على الخالق أن السّيارة
بيعت لرجل بمنطقة الزّوجة وهو مجاور لبيتهم ….
و ما ذلك على الله بعزيز …..
للاإيمان الشباني






































