بم تفكرين ؟!..
سؤال يؤرق وجودنا صباح مساء ..
أمازلنا حقًا نملك رفاهية التّفكير ..
التّمدد تحت السّماء والحديث عن أمنياتنا إلى الله ..
وسط شتات مشاعرنا المبعثرة ..
فوضى حواسنا العشر ..
أجل عشرة لاتعقد حواجبك باندهاش ..
عندما أصابني الفصام حواسي انشطرت كل منها اثنتين ..
مابين الوهم الجميل واليقين ..
مابين أحلام اليقظة والموت السّريري ..
ليس الموضوع مؤسفًا ..
لاداعي للمواساة المضحكة ..
فأنا أمارس حماقاتي بكل سعادة ..
أبتسم وأضحك أكثر بمرتين ..
أحزن وأبكي وأصرخ دون قيد ..
أرى بقلبي وعقلي وبصري وبصيرتي ..
كذب حولي بلا حدود ..
أهرب إليك ملاذًا ٱمنًا أم هكذا كنت أظنّ ..
أعانقك .. أغمرك .. أتنفسك بلاتوقف ..
ينابيع القلب تسقي لديك كل الورود ..
وشوشات العطر تتغلغل حتى أطراف قدميك ..
يُغرقِك في بحري شلال الدّموع ..
يسيل النّبيذ في لقاء الشّفتين ..
وسط سُكرِك وفصامي ..
أفقد ذاتي ..
هل يعقل أن أبحث عني …
ولا أجدني ؟؟؟؟!!!!
أفكر أن أضع لي عنواناً ثابتاً منذ الآن ..
لمن يجدني .. أرجو إعادتي إلى هذا العنوان ..
ربما عندما نتلاقى مع أنفسنا نعرف أن هذا نحن ..
ونفرح بلقاء ماتبقى منّا على قيد الجنون ..
بم تفكرين ؟!..
أفكر .. أين أضعت عقلي ..
وكيف منحوني شهادة جنون ..
أفكر .. أيّ من أفكاري الغبية سأتقمص كل صباح ..
كيف أكبح جماح طموحي والأمنيات ..
كيف أصمت وأهز رأسي
بلا مبالاة ..
كيف يكون في داخلي بركان ..
ويتهمني القوم ببرودة الأعصاب ..
كيف أعود خطوة للوراء بينما تسابق الرّيح قدماي ..
كيف أتقن فن الغباء ..
وأنا يقتلني تفكيري كل يوم ٱلاف المرات ..
كيف لا أقول أحبّك ..
وأنا غارقة فيك حتى الممات ..
كيف أترك حقائبي شهاداتي ذاكرتي .. ذكرياتي ..
أقطع تذكرة سفر لأغادر ..
وحواسي العشر بكل حماقاتها وجنونها ..
تعشق في هذا الوطن البقاء ..
بم تفكرين ؟! ..
لاشئ .. أخبروني اليوم أننّي
لاأملك حرية التّفكير ولا الكلام ..
د.ريم جمال حرفوش






































