مونولوج الحرف العاشر !
اعتليتُ مسرحَ رجلٍ عاشق،
ولبستُ ملامحه لدقائق،
فهمستُ بما لم يجرؤ هو على قوله…
وغادرتُ دون تصفيق.
وفيما قال :
ناديتُها بحروفٍ
يركعُ لها الإنصات،
وتعبتُ من ارتداء المجاز،
من نبرةِ الآهات،
ومن عكّازِ المفردات.
اشمخي، قلتُ، بكبرياء ألفٍ لا تنكسر،
وانحني، في الحاءِ، كضلعٍ يُصلّي.
كوني باءً تمطر،
وسحابةً لا تُختصر.
ثمّ…
كافكِ، تلك التي أكتبها،
هي في الحقيقة تكتُبني.
كلّما هممتُ بنطقكِ،
اختنق الحرف في فمي،
كأنّ الكاف تنفجر داخلي
ولا تخرج.
الكاف في “أحبّك”
لا تُكتَب،
بل تدقّ عنقي في بيدر القمح.
ولا تُلفَظ، بل أدفأُ من وهجها
ثمانٍ وعشرون ألفَ حرف،
يبيتون في لغتي بردا
ويستدفئون بذكركِ.
كنتُ أكتبكِ على لسانه،
ظننتُ أنّني أستعير صوته،
لكنّي كنتُ أستعير ضعفه.
كنتُ أكتب ما لم يقوَ على البوح به،
ولم أعلم أنّني أهيّئ الحروف
لكي تنطق باسمي أنا.
دبّ في الحرف نبض، وانتفض،
وهزّ أبواب القلب،
وأومأ بلحنه ونقاطه:
تلك امرأة لا تُكتَب،
بل تُرتّل كآيةٍ خالدة،
وتُحتَضَن كوطن بلا ضفاف.
حينها فقط،
انكسر صوتي عن قيد النّداء،
وأعلن وعيًّا لا يخصّ رجلاً،
بل عشقًا يحتجب خلف صمت امرأة،
تسكن في حضن غيابها كلّ المعاني،
وترسم من صمتها لغة لا تُنسى
Nabeela HM






































