— ” ملحمة بنت الأرض والنّار ”
(ردّا على كلّ من شكّك ، وذمّ ، ومسّ شرف الحرائر)
…………………………………………………………….
هذه الكلمات ليست مجرّد حبر،
بل صرخةُ قلبٍ
يذودُ عن نساءٍ
خرجنَ لا طلبًا للمديح،
بل وفاءً لدمٍ يُسفك،
وصوتٍ يُخنق،
وطفولةٍ تُدفنُ في مهدها…
إلى نساء تونس…
إلى اللبؤاتِ اللواتي مشينَ على الجمرِ ولم يحترقن،
هذه ملحمةُ الردِّ…
وهذا وجعُنا النّبيلُ… حين ينطقُ.
…………………………………………………………..
🔥 ملحمة “بنت الأرض والنّار” 🔥
يا من شتمتَ الوردَ في عتم الكلامْ
ووضعتَ لبؤاتِنا قيدَ الملامْ
تظنّنا ضعيفاتِ رأيٍ أو هوى
ونسيتَ أنَّ النّخلَ لا يُغتالُ إلّا حين يثمرْ
نحنُ نساءُ تونسَ الكبرى…
من رحمِ الشّمسِ جئنا،
من رملِ قرطاجَ، من خيلِ الكاهنةِ،
من أنفاسِ “علّيسة” الأولى
ومن نايِ “عليسة” حين تبكي الغربةَ في مدنِ المدى
نحنُ نساءٌ…
لكنّا إذ نُدعى إلى الحقِّ نغدو رِجالًا
فلا تعجبْ إنْ رأيتَ فينا العاصفةَ
وفي صوتِنا زئيرٌ يشقُّ جدارَ الخرسْ!
كُتب علينا أن نحملَ النّبضَ
أن نشدَّ الخيمةَ كي لا تسقطَ السّماءُ فوق غزةْ
أن نُحيلَ العارَ إلى نار،
ونُخضّبَ أرصفةَ الجراحِ بقبلةٍ للحرية
ما خُنّا العهد،
ولا مشينا إلا والحقُّ دليلُنا،
والحبُّ زادُنا،
والضّميرُ شمعتُنا في ليلِ المهانةْ
يا من ظننتَ أنّ البذاءةَ فِكرٌ،
وأنّ التُّهمَ أجنحةٌ تطير بها المواقفْ
نحن بناتُ تونسَ يا هذا…
من حُرّةٍ وضعت يدَها على القلب
وقالت: “سأمضي، ولو عُدتُ على العتبةِ شهيدةْ”
علّيسةُ كانتْ تمشي بحرًا لتبني حضارة،
ونحنُ نمشي برًّا
لنوقظ في ضميرِ العالمِ قبيلةَ إنسانْ
ونقولها:
ما هُزمنا…
بل رفعنا غزةَ في قلبِ الحكاية،
وغرسنا الزّيتونَ في دمعِ الطّريقْ
وإن رجعنا…
فرجوعُ الأحرارِ
كالطّلقةِ… تعود لتصيبَ
أقسى مواضعِ الجبنْ!
فاحفظ حروفك المُسمّمة،
فنحنُ نساءٌ…
لكنّنا إذا لزمَ المجدُ
كُنّا له صهوةً،
وسِجالًا،
ووتدًا في قُبّةِ التّاريخْ!
منية نعيمة جلال
شاعرة الوجع النّاعم






































