بقلم الكاتبه والأديبه … حسناء سليمان
تُشبهُ ذاتَها …
ذات يوم وأنا أمشي …
تُخْبِرُني غابتُنا المترامية على كتفِ الوادي ،عن خباياها
في غابتي أمشي ، والدّنيا ملكُ يديَّ
الأشجارُ لي ،أتنشّقُ عبقَ أنفاسِها …
تلامس شعري ،أُبْعِدُ الوزّالَ الكثيفَ ، أغمضُ عينيّ
أُزيحٌ العلّيق، أدوسه فلا يجرحُني…
والطّريقٍ مُتشعّبٌ …أتوقّف… فجأةً تُدهشُني الأزهارُ البرّيّة
تلك:”زهرةُ النّحلة “من نحلاتٍ مشكولةٍ كالعنقود المبهرِ
و أهيمُ في الأرض المنحدرة …
إحساسٌ غريب …نادتني زنبقَةٌ بيضاء، في طرف الغابة
عندَ المنحدر…
تحملُ أجراسَها بصمتٍ سَمِعَه فؤادي
وحيدة ،لا تشبه إلّا ذاتها…
لم أرَ يومًا بجمالها…
الله !…ما أجملها!…
صوّرتُ الصّخرة القريبة بمخيّلتي …
حفظتُ المكان ،ومرارًا في تشرين ،والأرض تلهثُ عطرًا
أتفقّدُها… أفتّش عنها عند صخرةٍ مزخرفة بالوعود
لم تمُت … ستعود للظُهور من جديد
هنا كانت !…
لكن!…لا أثرَ لزهرتي البيضاء!…
هل ترَكَتْ مثلي، كيانها الرّائع ورحلت مستوحشة؟
هلِ انتهتْ؟ …كما تنتهي الأحلامُ في اليقظةِ !…
والسّعادة الّتي نَتوقُ إليها، أليست رهينةً في قبضةِ الحظّ؟
أمّا سعادتي فقد داهمَها الليلُ …
انتظرتُ الشّمسَ، فَتُطلُّ !…
أطلّتْ مزهوّةً ، من شِقِّ الأملِ…
وراحت الزَّنابقُ البيضاءُ تتهادى في خيالي
خيالُنا هذا الشّافي من الخيبةِ والمُتعالي…
يُلوّحُ لزهرتي بالوهجِ ، فتتورّدُ بالخجل المتلالي …
مَن قالَ :أنّ الزّهر لا يخجل من اللمسِ…
إن كان البشرُ من وقاحةِ التّسلُّطِ، يستلذّون بالقتل ؟…
الحسناء ٢٠٢٥/٦/١٣






































