بقلم الكاتب … طارق محمد حسين
وعي شعبي عربي مغلوط …
تحدثت طويلاً مع صديقتي التونسية دكتورة علم الإجتماع والناشطة بالمجتمع المدني التونسي ، وكان الحديث بمناسبة إنطلاق قافلة فك الحصار عن غزة من تونس ، وتفاجأت أن الصورة المنقولة لها ولأغلبية الشعوب العربية حتي النخبة منهم عن موقف مصر من دخول المساعدات لقطاع غزة مغلوط بالمرة ، فالإعتقاد السائد أن مصر تمنع دخول المساعدات بكافة أشكالها لشعب عربي مسلم يتضور جوعاً تحت القصف الهمجي ، لهذا نري هجوماً علي الدولة المصرية وشعبها وإتهامات بالخيانة والعمالة علي كافة وسائل التواصل ، فيبدو أن شعوبنا العربية بسذاجة قد وقعت في فخ حملات التضليل وقلب الحقائق ، وقد حاولت أن أنقل الصورة الحقيقة الواقعية لما يحدث من الجانب المصري في الأزمة منذ إندلاعها ، حتي وضحت الصورة وإقتنعت أن مصر لا تمنع دخول المساعدات بل أن المساعدات بمئات أو آلاف الشاحنات والمخازن ، تقف على أهبة الإستعداد للدخول للجانب الفلسطيني ، ولكن الجانب الصهيوني المحتل علي الجانب الآخر هو من يمنع دخولها ، وأن أي محاولة لدخول أي شاحنة فإنها معرضة للقصف ، حيث أنها تقع في منطقة حرب هذا مالم يكن هناك تنسيق وموافقة من الجانب الإسرائيلي ، وأن سلطة الإحتلال تتعمد تجويع وترويع وتشريد شعب غزة المرابط لإجباره علي النزوح من أرضه خارج قطاع غزة ، وتكتمل الخطة بإعادة إحتلال القطاع وضمه إلي باقي الأراضي المحتلة ولكن بدون سكان ، وأن الخطة الصهيو أمريكية بنزع أرض غزة وتوطين أهلها بمصر أو بلدان أخري تقبل ذلك ، مقابل رشوه تحت بند مساعدات لها ، وهذا ما لم تقبله مصر قيادة وشعبا ، وحتي لا نكون خونة لقضية فلسطين ، التي لم يحارب من أجلها ويضحي شعب عربي بفلذة أكباده وصفوة شبابه بأكثر من مائة ألف شهيد غيرها ، فعلى مدار الصراع العربي الإسرائيلي منذ العام ١٩٤٨م وحتي يومنا هذا وقضية الشعب الفلسطيني هي قضية مصر الأولي مع الكيان الصهيوني المحتل …
فليعلم القاصي والداني ممن تلاعبت بعقولهم وأفكارهم جهات مشبوهة وخونة هدفهم تقويض الدولة المصرية وإنهيارها ، والدخول في حرب لا يعلم مداها إلا الله …
فبعد أن سقطت دول الطوق الحديدي حول إسرائيل ، ولم تعد تمثل تهديد لها بقي الجيش المصري وحده حصن منيع لحماية أرضه ،
أفيقوا أيها المغيبون ، بل وسند لأمتها العربية وقت الحاجة ، مصر لم ولن تخون عروبتها ، مصر الشريفة في زمن عَز فيه الشرفاء ، مصر لم ولن تسمح لنفسها بالإرتماء في أحضان أمريكا وأعوانها ، مصر تقف شامخة قيادة وشعبا لا تنتظر منكم شكر ، نحن ننتظر أن تتكاتف دول العرب والإسلام في إتخاذ موقف حقيقي رادع ، فقضية فلسطين ليست قضية مصر وحدها ، وسيحكم التاريخ علي مواقفنا ومواقف الآخرين ، نحن مع شعب فلسطين حتي التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مهما كانت التحديات …
بقلم الكاتب … طارق محمد حسين






































