قُلْ لي:
أَتَنْمو كَنَبْتَةٍ،
أَم أَنَّهُ اقْتَلَعَ جُذورَ دَهْشَتِكَ
أَبْكَرَ مِمَّا يَجِبُ؟
أَتَرى كَيْفَ يَتَحَوَّرُ
في كُلِّ صَباحٍ
إِلى غُولٍ قَبيحٍ
بِبَلْطَةٍ صَدِئَةٍ
في مُواجَهَةِ
أَرْواحِنا النَّظِيفَةِ
الَّتي لا تَزالُ تَنْشُدُ النَّجاةَ
بِرَغْمِ كُلِّ شَيْءٍ!
أَتَرى كَيْفَ يَغارُ؟
كَمْ يَكْرَهُ الأَشْجارَ الطَّويلَةَ،
اليانِعَةَ الخُضْرَةِ،
المُورِقَةَ بِالدِّفْءِ،
يَنْكَمِشُ قَزَمًا أَمامَها،
وَيَتَحَسَّسُ مَوْضِعَ قَلْبِهِ
بِأَصابِعِهِ الغَليظَةِ،
فَلا يَلْمَسُ سِوى الخَواءِ..
هَكَذا يَعُوِّي وَحيدًا،
وَيُفْزِعُ كُلَّ العَصافيرِ،
يَتَخَبَّطُ بِعُنْفٍ،
فَتَتَزَلْزَلُ قارَّةٌ ما،
وَيُشْعِلُ النِّيرانَ في أَحْشائِهِ،
عَلَّهَا تُنيرُ جُذْوَتَهُ
مِن جَديدٍ،
بِمُعْجِزَةٍ ما…
فَلا تَثورُ سِوى الحَرْبِ،
وَالبَراكينِ…
عالَمُنا…
آهٍ…
ذلِكَ الغُولُ المِسْكينُ!
.
حفصة رفاعي
مصر







































Discussion about this post