موتٌ مؤجّل
في السّادسة عشر،
كانت أوّل مرّة حاولت فيها الانت..حار.
خاصمني أبي،
حين اكتشف رسالة من ابن الجيران
مخبّأة بعناية بين طيّات ملابسي!
وليتَه لطمني،
ولم يخاصمني،
ولم يغِب بعينيه عنّي.
في المرّة الثّانية،
تناولت حفنة من الحبوب المنوّمة،
حين منعتني أمّي من قصّ شعري.
قالت: “إنّ الشّعر تاج الأنثى،
وإنّ ملابس الصِّبية لم تعد تناسبني،
وأنّ عليّ أن أرتدي فستانًا ورديًّا،
يظهر مفاتن جسدي!”
لم تعلم أنّ جدائلي الطّويلة كانت ترهقني،
وأنّ الفستان الوردي
سيجلب الخيبات لقلبي.
في المرّة الثّالثة،
حاولتُ قط..ع شراييني،
حين رفضت العائلة تزويجي
من شخص قالوا إنّه لا يناسبني…
لكنّه كان جدًّا يشبهني!
ينزف شعرًا،
وحين أغار، كان يهدّئني،
وفي الليل، كانت قصائده تربّت على كتفي.
وحين نضجت،
أدركت أن دوافع انتح..اري كانت تافهة،
فقرّرت تأجيل الموت لأسباب هادفة.
وصرت، كلّما كبرت أكثر،
أتلقّى طعنات قاتلة:
بعضها في القلب،
بعضها في الظّهر،
وأقساها جاءت في الخاصرة!
والغريب…
أنّ الطّعنات، رغم كثرتها،
وضراوتها…
لم تقتلني!
وأدركت أنّي حين أجّلت الموت،
كنت مغفلة.
وأنّ عليّ أن أحاول مجدّدًا…
فالموتى فقط،
هم من يكفّون عن المحاولة.
سما أحمد







































Discussion about this post