(أقنعة الظّلال)
وجوهٌ من طينٍ معجونٍ بالزّيف،
تتراقصُ في ضوءٍ خافتٍ،
لا يطيقُ كشفَ عتماتِها.
ابتساماتٌ مُعلّبة،
مُعطّرةٌ بكذبٍ باهتٍ،
تُلقى على بساطِ الوهم.
أصواتٌ تتردّدُ في سراديبَ مُلتوية،
تُرتّلُ تراتيلَ الولاء،
وقلوبُها حُممٌ من الجحود.
أيدٍ تُصافحُ بقوةٍ زائفة،
تخفي خناجرَ تُسنّ في الخفاء،
تنتظرُ لحظةَ الغدر.
مرايا مكسورة،
تعكسُ صورًا مشوهةً للّذات،
تُرى فيها آلافُ الأوجه،
ولا وجهٌ واحدٌ حقيقي.
يختبئونَ خلفَ أسوارٍ من الصّقيع،
يُدفئونَ أنفسَهم بنارِ الخيانة،
ويزرعونَ الشّوكَ في كلِّ درب.
متى تسقطُ الأقنعة؟
متى تنحسرُ الظّلال؟
متى يتجلّى وجهُ الحقيقةِ العاري؟
في صمتِ اللّيلِ العميق،
حيثُ لا يسمعُ إلا أنينُ الضّميرِ المصلوب،
تُلقي أرواحُهم ظلالًا أطول،
من قاماتِهم الّتي امتلأتْ بالخواء.
فهلْ من فجرٍ يمحو هذا اللّيل؟
وهلْ من شمسٍ تكشفُ عوراتِ القلوب؟
بقلم :عبدالامير طاهر البهادلي
12حزيران 2025







































Discussion about this post