في البُعدِ… يشهقُ القلبُ
في البُعدِ
تتكسّرُ في صدري الأماني
كأنّ قلبي مدينةٌ بلا قمر،
ينامُ على أرصفةِ الحنين،
ويصحو على وجعِ الغياب.
أحاولُ أن أهربَ من طيفك،
لكنّك
تسكنُ في فراغِ الأماكن،
تندسُّ في صمتِ الأكواب،
وفي ارتعاشِ الضّوءِ على النّافذة.
أنتَ
الغائبُ الحاضرُ في تفاصيلِي
كأنّك وُلدتَ من ضلعي،
وكُتبتَ في خريطتي،
قبل أن أعرفَ اللغةَ أو الشّوقَ أو الحزن.
كلّما تنفّستُ
امتدَّ اسمك في الهواء،
وصار الحنينُ يطرقُ بابي
كعابرِ سبيلٍ
يبحثُ عن وطنٍ داخلَ نبضي.
يا من علّمتني كيف يكونُ الفقدُ
أكثر امتلاءً من اللقاء،
وكيف يكونُ الحُبُّ
دون لمسةٍ…
أكثر اتّقادًا من النّار.
لا تسألني عن الوقت،
فكلّ السّاعاتِ
تدورُ في فلكِ صوتك،
وكلّ الأيامِ
تتعثّرُ بظلّك العالقِ في دهاليزِ روحي.
أكتبكَ
لا لأنسى،
بل لأنّني إن صمتُّ
ستتفتّت أضلعي من صراخِ الذّكرى.
أحببتُكَ
كما لا يحبُّ العاشقون،
كما تحبُّ الأرضُ مطرها،
والنّجمةُ سماءَها،
والقلبُ نبضَهُ الأخير.
دعني أظلّ
أعلّقُ أسمكَ في سماءِ الكتابة،
كقنديلٍ
يضيءُ لي عتمةَ المسافة.
فما زلتَ
وطني الّذي لم أزره بعد،
وما زلتَ
حُلُمي الّذي لا يشيبُ.
بقلم مؤيد نجم حنون
العراق







































Discussion about this post