صباحيات …
بقلم … هيلانة الشيخ
من عظمةِ الوجع أنّه يدفعنا للتسوّل!… هكذا أمدُّ يديّ نحو السّماء أتوسّل أستغيث أنادي أبكي أضحك وبإلحاحٍ مميت حتّى أندثر على الأرض. أحاول الدّخول في أعماقها، أُطيل السّجود لينتهي بي المطاف على عتبة بابي؛
أطالب العصافير بمعزوفةِ فرحٍ قصيرة جدّا!
أتحسّس القطط الجرباء، أتسوّل صوتًا لأطفوَ عليه.
بضع ساعات تطهو قلبي من حرارة الانتظار… انتظار المجهول المخيف، انتظار الغد المَقيت وانتظار الغَد وبعد الغد والقادم أكثر بشاعةً..يحيط بي ارتفاعه سبعين عامًا وسبع سماوات!
فكيف أبلغ المنتصف أو دونه وأنا محنيّة الارداة؛ أرهقني وزن الحزن الّذي يغرسونه فيّ مع كلّ موت وموت.
اللعنة، كيف تحمّلت السّنوات الماضية وكيف سرت بها وعلى عاتقي كلّ هذه الحكايات؟!
قصّة تُنجب قصّة، جرحٌ ينبت منه جرح، قبرٌ يحفر قبرًا، بيتٌ يهدم بيتًا… جنازةٌ تجرُّ أخرى والحاجة كسرت قواعد اللغة كلّها.
نهارٌ يطلع علينا، يسلبنا غفوة الضّمير، يُعرّي فقر أرواحنا ويفضح كمّ الدّماء الّتي أهدرها الجوع.
متى ترجح الأطباق؟
من يُطفف الكيل وكلّ الميزان كفّةٌ واحدة؟
اللعنة… من يمنحني ذراعيه للحظة!
من يمنحنا قلبًا لا خارطة له ولا حدود؟!
من يهبنا سلامًا لا مصافحة فيه… فقدان الأصابع أم فقدان الخناجر أم فقدان الأوان.
ويخرج الفجر من ويلات الليل يسألنا:
كيف الحال؟
صباحيات
بقلم … هيلانة الشيخ







































Discussion about this post