لا تجرحي البابَ
خلفَ الباب يختبِئُ:
قلبٌ
يُعَشِّشُ في جدرانه الصَّدَأُ
كأنَّهمْ إذ أذابوا الليل في دَمِهِ
ولم يعودوا
فكاد الصّبحُ ينطفئُ
ونجمةً نجمةً
جفَّتْ منابعهمْ
وكنتُ أصرخُ
حتّى هدَّني الظَّمَأُ
يا مِشْعِلِي الورد
أضحى القلبُ مقبرةً
أين الشَّرابُ
وأين الصّوتُ
والمَلَأُ
أين العيونُ؟
عيونٌ كلُّها فِتَنٌ
تكاد تقفز من جنَّاتِها سَبَأُ ؟!
تركتم البابَ كالأيتامِ
منكسرًا
تطلُّ منه اليتامى
ثمَّ تختبئُ
لا تجرحي الباب
خلفَ البابِ سيّدتي
قلبٌ
على أيِّ حبٍّ ليس يجترئُ
همْ
أطلقوا الرّعبَ في وديان ذاكرتي
واستنفدوني
فكيف الآن أبتدئُ
وكيف أكتب عن عينيك
– مالكتي-
وقد كتبتُ لهم عمري
وما قرؤوا
وهم رأوني
يفيض الدّمعُ مِنْ عنبي
قالوا “شرابُكَ مُرٌّ”
بعدما امتلأوا
ما عدتٌ أقوى
على حبٍّ يحرّكني
ولو تحرَّكَ في صلصالي الحَمَأُ
عيناكِ تُخْطِئُ
إنْ ظنَّتْ سَتَدْخُلُنِي
فلتخرجي الآنَ
أو فليدخلِ الخَطَأُ
.
محمد الأمين
سوريا







































Discussion about this post