“عودة الرّجل الوطواط” – سيمفونية الظّلال والانتقام في أحضان جوثام “
بقلم : سلمى صوفاناتي
في ليالي “جوثام ” المتجمّدة، حيث يتنفَّس الظلامُ رُوحَ الشّرِّ، ويعانق الضّبابُ أبراجَ المدينة العتيقة، ينهض “باتمان” من جديد كشبحٍ يرفض أن يُدفن تحت ثلوج النّسيان. إنّه ليس مجرّد حارسٍ للظلام، بل هو “صرخة العدالة ” في عالمٍ يختنق بالفساد.
—
الفصل الأول: “طفلُ المجاري.. أسطورة البطريق المشوَّه”
من أعماق المجاري المظلمة، حيث لا تصل أشعّة الشّمس، يزحف “أوزوالد كوبلبلوت”، ذلك الطّفل الّذي رمتْه الحياةُ كقطعةٍ مكسورة. تحوَّل بمرارة الزّمن إلى “الرجل البطريق “، كائنٌ هجين بين الإنسانيّة والوحشيّة، يقود جيشًا من المنبوذين كأنّه “ملكٌ تحت الأرض “. بقلبٍ ممزوج بالحقد، يَحوكُ مؤامرةً مع “ماكس شريك “، التّاجرُ الجشع الّذي يبيعُ ضمير المدينة بثمنٍ بخس.
—
الفصل الثّاني: ” المرأة القطّة.. بين المخلب والوردة”
وفي زاوية أخرى من هذا المسرح المظلم، تظهر “سيلينا كايل “، الّتي كانت يومًا مجرّد سكرتيرة خجولة، حتّى مزَّقَتْها خيانةُ سيّدها. انقلبتْ إلى “المرأة القطّة”، كائنٌ غامض يرقص على حافة الهاوية. إنّها “الغضبُ المُتجسِّد “في جسدٍ أنثويّ، تائهةٌ بين ثأرها واشتهائها لباتمان، ذلك الرّجل الّذي يحمل هو الآخر جراحًا لا تُعرف نهايتها.
—
الفصل الثّالث: معركة الأضداد..
“حين يلتقي الظّلُّ بالنّور”
باتمان، “الفارسُ المكسورُ بأجنحةِ الخفاش “، يقف وحيدًا أمام العاصفة. إنّه لا يحارب الأشرار فحسب، بل يحارب شبح “بروس واين” الًذي يتساءل: أين ينتهي الرّجلُ ويبدأ البطل؟ وفي قلب هذه الفوضى، تلتقي عيناه بعينَي المرأة القطّة، في نظرةٍ تُذيبُ الجليد، كأنّها “آخرُ شمعةٍ في ليل جوثام الطّويل “.
—
النّهاية: ” رقصةُ الوداع تحت ثلجِ الذّكريات”
ينتهي الأمرُ بانهيارِ مملكة البطريق، وموتِ شريك تحت ركامِ جشعه. لكنّ النّصرَ لا طعمَ له.. فالمرأة القطّة تختفي في الضّباب، تاركةً خلفها “سؤالًا معلَّقًا في الهواء ” . هل كانت تحبُّه أم كانت تريد أن تقتله؟ بينما يقف باتمان على حافةِ السّطح، يشعر أن المدينة، رغم كلّ شيء، “ما زالت تنزف ” .
—
إرث الفيلم: جرحٌ لا يندمل :
لم تَكن “عودة الرّجل الوطواط” مجرّدَ فيلم، بل “لوحةً سوداء” رسمها “تيم برتون” بأنامل الجنون والشّعر. حكايةٌ عن المنبوذين، عن الوحوش الّتي صنعها المجتمع، وعن الأبطال الّذين قد يكونون أكثرَ وحشيّةً من أعدائهم.
“في جوثام، حتّى الظّلال لها ظلال.. وهنا، في هذا العالم، نحن جميعًا – أبطالٌ وأشرارٌ –”مجرّد أطفالٍ ضائعين تحت ثلوجِ القدر.”







































Discussion about this post