الفرق بين العلم والمعرفة
العلم والمعرفة هما مفهومان يبدوان متشابهان ولكنّهما يختلفان في الجوهر والغاية والمنهجيّة الّتي يتمّ اتبّاعها للوجه عول إليهما. العلم هو منهج منظّم وقواعد علميّة تستند إلى التّجربة والملاحظة والاختبار من أجل التّوصّل إلى الحقائق الثّابتة الّتي يمكن التّحقّق منها بشكل موثوق. إنّه عملية بحث واستقصاء تهدف إلى استكشاف الظّواهر الطّبيعيّة والاجتماعيّة من خلال أدوات وأساليب بحثيّة محكمة. عندما يتبع الباحثون خطوات علميّة دقيقة وموضوعيّة، فهم يسعون للحصول على معرفة قابلة للتكرار والإثبات. العلم لا يتوقّف عند حدود المعرفة المكتسبة بل يسعى دائمًا لتوسيع نطاق الفهم وإيجاد حلول للمشاكل الّتي يواجهها الإنسان. يعتمد العلم على منهج الاستقراء والتّجربة العمليّة والاختبار التّجريبي وهو لا يعترف بالاعتقادات أو الفرضيّات غير المدعومة بالأدلّة القويّة والواقعيّة.
أما المعرفة، فهي أوسع نطاقًا وأقلّ تخصّصًا من العلم. المعرفة يمكن أن تكون عبارة عن مجموعة من الحقائق الّتي يتمّ اكتسابها عبر التّجربة المباشرة أو من خلال التّعليم والقراءة. المعرفة ليست محصورة في مجال معيّن بل تشمل مختلف جوانب الحياة سواء كانت معرفتنا بالبيئة الّتي نعيش فيها أو فهمنا لثقافات أخرى أو حتّى الوعي الذّاتي والشّخصي. يمكن للمعرفة أن تكون عاطفيّة أو بديهيّة أو حتّى مستندة إلى الانطباعات الشّخصيّة والآراء الفرديّة. بالمقارنة مع العلم، فإن المعرفة قد تكون أقل دقّة ولا تعتمد بالضّرورة على البحث المنهجي أو التّجربة الميدانيّة بل قد تكون مستمدّة من الملاحظات اليوميّة أو من روايات الآخرين.
تتداخل العلم والمعرفة في بعض الأحيان، ولكن الفرق بينهما يظهر جليًّا عندما نتأمّل في كيفيّة تكوين كلّ منهما. العلم يتطلّب إجراءات دقيقة ومنهجيّة تؤدي إلى نتائج قابلة للتكرار والاختبار، في حين أنّ المعرفة قد تأتي من التّجربة اليوميّة أو من دراسة المواقف والأحداث بدون الحاجة إلى إجراءات تجريبيّة محكمة. العلم هو عمليّة مستمرة من البحث والاستكشاف تهدف إلى تأكيد أو نفي الفرضيّات، بينما المعرفة قد تكون ثابتة في بعض الأحيان أو يتمّ اكتسابها من تجارب غير متكرّرة.
العلاقة بين العلم والمعرفة قد تكون معقَدة، فالعلم يساهم في توسيع المعرفة البشريّة من خلال تقديم تفسيرات مدعومة بالدّلائل، بينما تساعد المعرفة في تشكيل الأسئلة الّتي يستند إليها العلم في بحثه. فكلّما زادت المعرفة، ازدادت الأسئلة الّتي يمكن للعلم الإجابة عليها، وبالتّالي فإنّ عملية تبادل التّأثير بين العلم والمعرفة تساهم في تطوير الفكر البشريّ.
لا يمكننا القول إن أحدهما أكثر أهمّية من الآخر، فالعلم دون معرفة قد يكون بلا هدف، بينما المعرفة دون العلم قد تكون غير دقيقة أو مبتورة. الإنسان بحاجة إلى كلا المفهومين ليعيش حياة مليئة بالتّفكير العقلاني والفهم العميق لما حوله.
للاإيمان الشباني







































Discussion about this post