قميصي بلا حليب
—
1. عرضٌ على الرّصيف
طفل يعرض الحلوى
على الطّريق
عاقر تشحذ منه الأمومة…
في شرفة الأعمى
وردة
تموت عطشًا
وحذاءٌ يملؤه الغرق…
يقول: مرحبًا
يفكّك أزرار قميص
حزني
واحدًا… واحدًا!
—
2. نداءٌ من غيمٍ وحيد
تعال
ها أنا الآن وحيدة بين الغمام
وخراف المنام…
تعال
أتعبني زنين الصّمت
وشخير الذّئاب
الّتي نامت في نعيم دفء أمومتي الكريمة…
تعال
فقد تعبت من ارتداء الكعب العالي
وفستاني الأنيق الفاتن…
تعال
قبل أن تغيب رائحة العطر
وقبل أن يوقظني بكاء أطفال الغربان
في حديقتي العارية
في واقع حياتي التّعيسة
أنتظرك…
—
3. إشاعة أمومة
١.
سأسكب الحليب في فم دميتي
وأنتظر أن تناديني: “ماما”
٢.
ثمانية وعشرون عامًا
أهتم بدُمية
لن تنطق لي “ماما”!
٣.
الدّمية الّتي رافقتني
في الـ طّفولة
والشّباب
وترافقني إلى الكهولة
لن تناديني “ماما”!
٤.
الخيبة أن أفتح قميصي
لكي تشبع الدّمية من حليب أمومتي
ولا حليب فيّ
ولا الدّمية تستجيب!
٥.
خمرة جسدي الّذي يفوح بحليب الأمومة
لا تتقبّله
الدّمية الّتي رافقتني
منذ الطّفولة — خسارة.
—
4. أمي قالت: لا تمحي!
لا ممحاة لأقلام الحبر
تلك الّتي عوّضتني بها أمّي
بدلًا من “قلم الرّصاص”
وقالت: — من الآن وصاعدًا —
انتبهي، الأخطاء لا تُمحى!
الفساتين ذات الأزرار الخلفيّة
لا تنفع
لأن ترتديها
امرأة وحيدة…
—
5. مهنة الغرق
لم تعلّمني سنواتي الماضية
سوى مهارة الرّكض
أنا الطّريدة
الّتي وُلدت في اكتظاظ المدينة
أستعير مصيدة وهميًة
وأستمتع بمهنة الغرق
لا لأصطاد رجلاً،
بل قصيدة…
—
6. الغزالة الهاربة
لم تعلّمني ثمانية وعشرون عامًا
سوى
مهارة الغزلان
في الهرب…
—
7. بيني وبينك.. دموع
لا ماء ما بيننا
بدموعي
تسبح الأسماك حزينة!
—
Raneem Nizar







































Discussion about this post