والآن إلى أين يا صديقي؟
كيف سأُشفى
من حبّ المدينةِ المهجّنةِ بالدّيناميت؟
كيف سأتفادى حفرَها!
دون أن أتذكّر أنّها صغارُ حفرةٍ شاسعةٍ في القلب
لطالما حاولتُ ردمها بالهروب
كيف لي أن أضبطَ مقاديرَ الفرح
وفمي مفخّخ بالخناجرِ الّتي سقطت سهواً في خاصرة الأصدقاء
كيف أقنعُ الأسرّة المدمّاة بالنّدم أنّ السّتائر
مهما كانت داكنةً
لن تحجبَ عن المناماتِ أرانبَ
تكاثرتْ من رحم خطيئةٍ حسنة
كيف أقنع الشّوارعَ
أنّ المنفردينَ الآن
باتوا يتألّمون “بشكلٍ حسنٍ”
“عندما عرفوا جيّداً ما معنى الزّمن”
لم يعد لديَّ رصيدٌ كافٍ من الأقدام
لأبحثَ عن الجزءِ المفقود من حياتي
استنفذتُ كلَّ مخزوني من الاحتمالات
وها أنا أقفُ على جرح اليقين
لأقبضَ على عدالةٍ
طحنتْ دماغَ عصفورٍ
عرفَ أنّ الحبَّ قد يتعفّن
تحتَ سقفٍ ضيّقٍ..
قتلتُ الوحشَ في قلبي يا رياض
” دثّرته بالأغاني”
“وغسلت يديّ الملوّثتين بالحبّ”
وهأنذا يا صديقي
أخفضُ مسدسي
أجثو على ركبتيَّ أمام الحقيقة
أطلبُ منها فرصةً واحدة
لأهدمَ جميعَ غرفِ العالمِ الضّيّقة
وأحرقَ الأسرّة المفردةَ الّتي لم تتسّع لغزالةٍ
تعدو بين حلمين متعبين
لأكسرَ زجاجَ النّوافذ
فيهربَ منها المضطهدون عراةً
ليطالبوا أن يكون العناق حقّاً مشروعاً
كما الحرب
فرصةٌ أخيرة فقط
لأبرّىءَ الخبّازَ الّذي أئتمنته على جوعي
فدسّ لي مسماراً
في رغيفِ الحبّ ..
تنديار جاد







































Discussion about this post