وجْهٌ لِصِلصال إيراتو
يحدُث أن أرتدي وجْهَ امرأةٍ روّضتْ ملامحَها على ثيمةِ النُّخَب،
كأنْ أقرأَ مقالًا عن الميثانول،
ثم أرتقي شِبرًا نحو سُكْرِ العَظَمة.
أو أُحاور بيتهوفن حولَ سِيمفونيّته الخامسة،
لأقتفي سوادَ كآبته في بياضِ الـ(دو).
أو أمتطي جدلًا صِيغًا في عرينِ سُلْطةٍ ما،
أجمعُ حُجَجي القديمةَ والجديدة،
وألوّحُ بمهاراتِ الإقناع.
أو أكتبُ نصًّا كهذا، ألغّمه بالمجاز، وأنفجرُ في سكينةِ قارئٍ يُدلّلني بــ”وااااو”،
لألملمَ أشلاءَ الانتشاء.
—
ويحدث أن أرتدي وجْهَ امرأةٍ جَرْجَرَتها سطوةُ القلبِ نحوَ معاقلِ الاعتراف،
كأنْ أهجّنَ ضعفي بقوّتي وأهمسَ: أحبّك…
أو أنتقي نشيدًا لِساريةِ الاحتمالات: “سالي تْراشْ قلبي يعطيكْ خْبارو، انتِ لي مالْكاتو تدري ما بيهْ، خلّيه يشتكي يحكيلكْ حِوارو، ثمّة تعذّبيّهْ ولا أنتِ تشْفيهْ”.
أو أوقظُ أبي من غفْوتِه الأبديّة وأسأله عن مارِدِ يُتْمٍ يقفز من عنقِ الحقيقة ليشدّني إلى أعماقِ مخاوفي،
ثم يتمتم: شبّيك لبّيك لا شيء بين يديك.
أو أقطع ضحكاتِ صديقيَّ المُقرّبَين بلازِمةِ ذُعْرٍ أرْبكتْ إلياذةَ العمر: أرجوكما لا تخذلاني.
أو أرافقُ طفلي إلى أدغالِ التّوحّد، أصفعُ أشباحه الصّغيرة، ثمّ أرسمُ في مخيّلته المتعثّرة بابًا يُفتَح على كبِدي.
—
ويحدث أيضًا أن أرتدي وجْهَ امرأةٍ علّقتْ كفّيْها على مِشْجَبِ الدّعاءِ.
كأنْ أُغرْبِلَ أمْسي مِن حصى الخطيئةِ كي لا يُباعَ على رصيفِ الفتوى.
أو أضبطَ بوصلةَ الإيمان على قِبْلةِ الجدّاتِ اللواتي غالبْنَ وَهَنَ المفاصِلِ بالسّجود،
ثم رُحْنَ يتفقّدنَ جمالهنّ في مرآةٍ لا تغيّرُ أقوالها: “يروحْ الزّينْ ويقّعْدو حْروفو”.
أو أرتّب جُحْرَ ذئب(ة) ممْسوسٍ بسُعارِ الأذى،
وأشعِلُ في أرجائهِ شموعَ وليٍّ صالحٍ لم يُواكِبْ فنَّ العواء.
أو أجمعُ قِطَطَ الحيِّ حول صينيّةِ سرْدينٍ هزيلٍ تسلّلَ من شباكِ الجشعِ إلى عربةِ بائعٍ متجوّلٍ في ضميرِ الأثرياء.
—
ويحدث أن أصبح بلا وجْهٍ، أستسلمُ لبردِ الوجود،،،،
وأرتعش.
ماي 2025
.
فريدة بوقنة
الجزائر







































Discussion about this post