مساءٌ ثقيلٌ كالخطيئة
حين تمرّين في شرفة الأحلام،
كأنّكِ قطرةُ ضوءٍ تتأرجح على
نافذة متعبة،
تهمسين بلا صوت،
تلوّحين بلا يد،
تغوينني بالحضور
توجعينني بالغياب
أكون أنا
أسرق أنفاسي من رئة الليل،
أرتّب نبضي على مقاس لهفتي،
وأقول: لا بأس،
هذه الليلة لا تحتاج إلا لانتظارٍ يليق بكِ.
أنتِ تعرفين،
كيف ينهار قلبي من رفّة رمش في عينيكِ،
وكيف يجلدني الفراغ إذا تسلّلت رعشةٌ إلى نبرتك،
فتتعلّق بي الأوهام كخرائطَ
بلا أرض،
بلا اتّجاه.
أنا لا أريد شرحاً
ولا لغةً متقطّعة تشبه نشرة الطّقس،
أريدكِ أن تمرّي دفعةً واحدة،
كما يمرّ النّدمُ بعد قُبلةٍ
أُفلتت من سهو شفاه،
أشربكِ بعينيّ حتّى تثمل عروقي،
ثم أقول:
هاتي يدكِ،
لأخيط بها شرودي
وأمسح بها تعب المدينة عن قلبي،
المساء ثقيلٌ كالخطيئة،
حين يهبط عليكِ بكامل سواده،
لا أريد سوى فوضاكِ
وأطرافكِ
واسمكِ،
النّافر في فمي كجرحٍ يبتسم،
لو لم يكن يسكن بيننا الحياء،
لرسمتُكِ بفمي
على جدار هذا الليل،
وتركنا للفجر أن يباركنا،
عراةً من كلّ تأويل،
إلّا من النّشوة.
سعيد العكيشي/ اليمن







































Discussion about this post