حُبُّكِ تَعَبٌ تَعَبُ
يَا امرَأَة !
سَأَلتِنِي مِرَارًا –
هَل بَينَنَا فِي الحُبِّ
غَيرُ أَطيَافِ الحُرُوفِ ؟
كَيفَ تَتَوَاصَلُ المَعَانِي عَلَى انسِجَامٍ
حِينَ يَنعَدِمُ النُّطقُ
وَيَمُوتُ الكَلَام ؟
لمَاذَا يَرقُصُ جَسِدَانَا
عَلَى إيقَاعِ أَموَاجِ الشِّعرِ
فِي بَحرِ الهُيَام ؟
كُنتُ ..
ما زِلتُ أُجِيبُكِ _
لُغَتِي بَحرٌ مِنَ الإِيمَاءِ وَالإِيحَاءِ
يَكادُ يُسمَعُ صَوتُهَا
عَلَينَا بِالإنصَاتِ
لَكِنْ ثَمَّةَ ثلاثَةٌ لا يَمُوتُونَ
أَنتِ أَنَا وَالشِّعرُ
شَبَقُ العِشقِ وَأَحلَامُ الجِرَاحْ ..
يَا امرَأَة !
عِندَمَا يَسرِقُنَا الغِيَابُ
هَذَا إذَا …
تَجِيئِينَ .. تَعُودِينَ
فِي خَاطِرِي
وَفِي صَحوِ النَّومِ يَنعَقِدُ الحُضُورْ
لا نَومَ يَستَبِدُّ بِنَا
لا أَرَقَ
غِبطَةٌ تَشتِعِلُ فِي جَوَى القَلبِ
وَفِي مَرَايَا الجُفُونْ
أَلآنَ أَعرِفُ
أَنَّ أَهدَابِيَ أَسوَارُ عَينَيكِ
كَي لا يَسبَحَ فِيهِمَا أَيُّ إِلَهْ ..
أَلآنَ أَعرِفُ أَنَّكِ بُحُورُ الشِّعرِ
مِفتَاحُ مَملَكَةِ الآهِ
وَسِرُّ سَعَادَتِي ..
هَل تَنَامُ السَّعَادَةُ فِي سَرِيرِ الشَّقَاءْ ؟
أَقرَأُ دَائِمًا كَلامِي
عَلَى إِصغَاءِ جَسَدِكِ
أَخَافُ يَخُونُنِي التَّعبِيرُ
لَا تَخَافِي جَسَدِي يُنقِذُنِي
يُصُوِّبٍ مَسَارَ طَرِيقِي
أَكتُبُ دَائِمًا –
عَلَى بَيَاضِ كِتَابِكِ حِبرَ أَشوَاقِي
رَغَبَاتِي جُنُونِي نَزَوَاتِي
وَاندِثَارَ أَحلَامِي
كَمَا الغُيُومُ تَقرَأ عَلَى الأَرضِ
رَسَائِلَ المَطَرْ
كَمَا الشَّجَرْ
يَبتَهِلُ إِلى الفَضِاءِ صَلاةً
أَينَ مِنهَا صَلاةُ الإِلَهِ
وَدُعَاءُ البَشَرْ ؟
صَدِّقِينِي –
عِندَمَا عَرَّشَتْ وَجنَتَايَ
عَلَى مَرَايَا نَهدَيكِ
نَضَجَ العِنَبُ خَمرًا
أَسَكَرَتنِي الرُّغَبُ
لَكِنَّ حُبَّكِ تَعَبٌ
تَعَبٌ
تَعَبُ !
حُبُّكِ إِنْ عَافَانِي وَغَابَ
انتَشَيتُ وَجدًا
أَتَقَرَّاهُ فِي ظِلَالِ الوَهمِ
فِي غَابَاتِ أَورَاقِهِ المُندَثِرَهْ
أَسمَعُكِ تَتَنَهَّدِينَ فِي شَهوَةِ الكَلِمَاتِ
كَأَنْ قَمَرٌ يَغِيبُ فِي نَومِهِ
لكِنْ –
تَبحَثُ عَنهُ آلَافُ النَّجمَاتْ
عَلَى نَوَافِذِ بَيتِكِ
فِي فِرَاشٍ أَثِيرِيٍّ
فِي خَزَائِنِ عِطرِكِ
فِي زَوَايَا
عَشَّشَ فِيهَا ارتِعَاشُ الآهَاتْ
وَإِنْ أَخطَأَ الطَّرِيقَ
فَعَلَى الشُّرُفَاتْ
أَو فِي دَفَاتِرِ أَشعَارٍ كَتَبتُها لَكِ
عَلَى أَكمَامِ وُرُودٍ تَخلَعُ ثِيَابَهَا
حَسَدًا مِنكِ
تَبحَثُ النَّجمَاتُ عَنهُ
فِي القَنَادِيلِ النَّاعِسَهْ
وَإنْ تَعِبَتْ وَأَعيَاهَا التَّفتِيشُ
رَأَتهُ طَالِعًا مِن أَبيَاتِ القَصِيدَهْ !
يَا امرَأة !
حِينَ شَفَتَيَّ رَاحَتْ تُلَمْلِمُ
عَن أَصَابعِكِ دِفءَ الفُصُولْ
وَتُدَاعِبُ أَعشَابَ الحُقُولْ
رَأَيتُ عَينَيكِ تُضِيئَانِ عَتمَةَ الشَّوقِ
كَأَنَّهُمَا نَجمَتَانِ تَبحَثَانِ
عَن سِرِّ الرَّغَائِبِ وَالمُيُولْ
عِندَهَا –
أَخَذَتُ شَعرَكِ
عَبَثتُ بِهِ
رَجَوتُهُ يَطُولُ يَطُولْ
يُغَطِّي الجَسَدَ / الضِّيِاءْ
يُسدِلُ السِّتَارَ خَوفًا عَلَى عَينَيَّ
مِن بَهَاءٍ وَذُهُولْ
يَا امرَأة
عَطفًا عَلَى أَحاسِيسِي
مَشَاعِرِي وَشَبَقِي
وَخَوفًا مِن رِيَاحٍ تَحمِلُنِي
بَعِيدًا بَعِيدًا مِنكِ
فَأُخطِىءُ نِعَمَ الوُصُولْ
أَقُولْ –
آهٍ _
كَم تَمَنَّيتُ لَو أَكُونُ فِرَاشًا
مِن أَثِيرْ
وِسَادَةً رَمَيتِهَا لَحظَةَ احتِرَاقْ !
آهٍ _
كَم رَجَوتُ الوَردَ يُعِيرُنِي
أَلوَانَ شَفَتَيكِ عِندَ الصَّبَاحْ !
آهٍ _
كَم حَنَوتُ عَلَى سَرِيرٍ يَجمَعُنَا
كَمَا قَمَرٌ يَضُمُّ نُجُومًا
عِندَ الغَسَقْ !
آهٍ _
مِن أَينَ يَجِيئُكِ الحُبُّ جَامِحًا ؟
مِن أَين إِليَّ إِلَينَا ؟
هَلْ مِنَ الشَّفَقْ
أَم مِن طَرَابِينِ الحَبَقْ ؟
يَا امرَأَة !
عِطرُكِ سَاحِرٌ يَترُكُ لخَطوِهِ
فِي الأَثِيرِ أَثَرْ
كَمَا يُرخِي ظِلَالًا وَهجُ وَجهِ القَمَرْ
وَجهُكِ نَهَارٌ لا يَعرِفُ الأُفُولَ
وَلا الذُّبُولْ
وَجهُكِ شَمسٌ لا يَعرِفُ الغُرُوبَ
وَلا يُدرِكُهُ الأَصِيلْ
هَلْ هُو نَبعُ نُورٍ مِنهُ يَرتَوِي الإلَهْ ؟!
تُرَاكِ عَلَى عَتَبَةِ بِئرِ السَّامِرِيَّةِ
كُلَّمَا مِنْهُ شَرِبنَا دَخَلنَا
فِي عَطَشِ المِيَاهْ ؟
وَجهُكِ
كُلَّمَا حَدَّقتُ فِيهِ تَفَجَّرَ فِي هَدُوئِهِ
وَالوَجنَتَانِ طِفلَتَانِ تَنَامَانِ
عَلَى مَرَاعِي العُيُونْ
ما أَحلَى عَينَيكِ تَجمَعَانِ مَتاهَ
أَحلَامِي
وَاندِثَارِي طَيَّ الغَمَامْ !
جَفنَاكِ يَا طيبَهُمَا
يَنفَتِحَانِ عَن بَرِيقٍ عَسَلِيٍّ
وَأَنا لا زِلتُ فِي أوَّل القِطَاف ..
مِن أَينَ لَكِ هَذا الشُّرُوقُ
هَذا الضَّوءُ الأَبَدِيُّ ؟
مِن أَينَ لَكِ هَوًى
كُلَّمَا هَوَيتُ لَاحَتْ مَوَاكِبُ نَهرِ الصُّوَرْ
نُورًا ظِلَالًا وَمطَرْ ؟
بِرَبِّكِ –
رَحمَةً بشَاعِرٍ
رِفقًا بِعَاشِقٍ
مَا هَذِي الصُّوَرُ كَمَاءٍ شَلِيلْ ؟!
ميشال سعادة







































Discussion about this post