عزف على وتر الحرف …
بقلم الكاتب والإعلامي … وائل الحسني
ليست كلّ الطّرق معدةّ لنمضى فيها ، ليست كلّ الأماكن التي نفر إليها تليق بأحجامناً ، ليس كلّ بقاء يعني حباً ، و لا كلّ رحيل يعني تخلياً ..ليست كل القلوب ملاذاً آمنا للسكن في رحابها ، وليست كل المشاعر التي تستحوذ علينا يـمكن أن نعيـشها … ليست كل الحكايات يمكن أن نكون أبطالها ، وليست كل الأمنيات صالحة لواقعناً … بعضها خُلقَت لتبقى خيالًا واسعاً غير قابل للتحقيق وما أكثرها ..بحاجة نحنُ لِأَن لنَترُك كُل شيء على حالِه، مُبعثر دونَ التّفكير في كيفِيّة ترتيبِهِ بِلمساتِنا أو حتّى النظر إليه ، ماعُدنا نملُك طاقة كفاية لِإصلاح الأمور مِن حولِنا حتى إنّنا لم يعُد يُشغِلُنا
كيفَ سَنَبدو للأخرين ؟
مُهمَلين غير مُبالين ، تعترينا فقط الرّغبة في السّكوت وأن نَضَع الدُنيا جانِباً … لا يهُمّنا النّاس ، ولا يُشغِل بالِنا سِوانا ، الآن كُل أُمنياتِنا تتَلخّص في أن نجلِس فارغين وحسب ، فارغين مِن التّفكير ، مِن التّوَتّر ، مِن المسؤولِيّة ، ومِن ضغط الدُنيا علينا ، نرغب في الجلوس فقط، نُفكّر بنا.. وكيف نعود إلينا .. كبرنا وعرفنا أن القمر لا يتبع أحداً أينما ذهبنا ، وأن الهواء من يحرك أغصان الشّجر ، وأن الظّلام لابد له من نهار جميل مليئ بالأمل ، وأن الفراشات ليست أرواحاً لمن غادرونا … كبرنا وعرفنا أنه ليس كل من نحبه يحبنا ، وليس كل من يبتسم لنا فهو صديقنا ، وليس كل من يبكينا يريد أن يؤذينا … كبرنا ويا ليتنا لم نكبر ، ويا ليتنا لم نعلم شيئا ً.. ليتنا نعود كما كنا صغار ، وقلوب بريئة لم تتألم ولم تحزن أبداً … كم حاولنا محو كل صور التّنغيص التي مرت بحياتنا ونحن مسافرون بقطار العمر .. نبتسم لكن في قلوبنا جراح لم تضمد فالحياة ستحطِّمنا عدة مرات ، وسنرى أمورًا لا نريد رؤيتها ، وقد نحزن ونفشل ونخذل من أقرب الناس لنا ، ولكن ننهض ولا نفقد الأمل أبدًا ، فيجب أن نتجاوز خوفناً ، وندمنا ، وهزيمتنا ، فإنَّ الحياة لن تقف لتُراعى حزنناً ، إمَّا أن نقف نحن أو ونكملها رغم إنكسارنا أو أنَّنا سنبقىٰ طريحين للأبد







































Discussion about this post