قصة قصيره …
بقلم الأديبه … ليلى مهيدرة
بلاغ عن طفلة ضائعة …
عندما إلتفت إليها آخر مرة كانت على بُعد مترين منه أو متر ونصف ، يدها اليمنى تمسك بإبهام اليسرى مكونة بذلك دائرة تعلو وتنخفض على وقع موسيقى يعزفها فمها الصغير وترافقها خطوات موزونة ناداها ، لم تسمعه
كانت منشغلة بمراقبة المارة.وقف ينتظرها إصطدمت به ضحك ، لكنها أكملت سيرها دون أن تجيب نداء اليد الممدودة
ضحك مرة أخرى وضحك أكثر حين تذكر أنه قرأ في كتاب ما أن ذلك معناه الإعتزاز بالنفس أو ما شابه ذلك …
إنغمس من جديد في ذكرياته كان يتمنى أن يكون له أبناء عديدين يتخيلهم دائما وبأسماء مختلفة تذكر عندما كان في أول شبابه ينام على الحشيش في بلدته النائية ويتخيلهم يعدون حوله …
كان يعد نفسه دائما بأنه سيجلسهم حوله وسيحكي لهم قصة جده الذي هاجر من الأقاليم الجنوبية وإستقر بتلك المنطقة سيريهم عامود الخيمة الذي ما زال يحتفظ به سيفخرون لا شك سيفخرون.
تذكر زوجته يخيل إليه أنها لم توجد في هذه الدنيا إلا لتهب له هذه الطفلة وتموت بعد ذلك وبما أنه كان يحبها فقد قرر أن يتخلى عن حلمه الكبير وأن يجُود بحياته من أجل هذه الطفلة تذكرها …
إلتفت إليها ليقبلها كما يفعل كل مرة ، لكن
أين هي ؟
وقف صاح ثوان كانت كالجبل لم يدرك منها شيئاً سوى أن ذلك الأمل الذي كان يسير خلفه قد إختفى لم يكن ما ضاع حلماً كانت إبنته جرى في كل إتجاه ناداها بأعلى صوته
بعد ساعات عاد إلى نفس المكان وإرتمى بثقله على الرصيف …
ماذا يفعل ؟
أحس بشيء غريب يدعوه أن يعود إلى الدار ويرتمي على صدر أمه باكياً كما كان يفعل وهو طفل ويحكي لها ما جرى …
فلها دائما حل لكل مشكل لا إلا هذه المرة المشكل أكبر بكثير …
ما الحل إذن ؟؟
الشرطة …
عندما سأله الشرطي عن أوصاف إبنته تردد كثيراً فهو لم يكن يعرف منها سوى أنها إبنته فطوال سنواتها الأربع ،عاشت في كنف أمه وتعرفها أكثر مما تعرفه لكنه قرر أن يجيب ولم يكن كلامه إلا وصفاً عاماً تماماً كالوصف الذي يلجأ إليه حين كان المعلم يطلب منه وصف شيء يجهله …
سأله الشرطي مرة أخرى :
أين كانت حين ضاعت ؟
شعر بغباوة السؤال …
كان عليه أن يسأله …
أين كان هو؟
فالطفلة كانت وراءه طول الوقت ، فهو الذي كان غارقاً في أحلامه الصبيانية إنتهى المحضر عاد عبر الشارع الكبير إلى البيت وفي اللحظة التي إصطدم بضجيج المكان أحس مرة ثانية بيتمه وبحاجته الملحة إلى صدر أمه يسكب عليه دموعه …
بقلم الأديبه … ليلى مهيدرة
أديبة مغربية








































Discussion about this post