“مرثيّة الحبر الأخير”
كنتُ أكتب،
لا لأن العالم جميل،
بل لأنني أردتُ أن أجعله كذلك، ولو بين سطرين.
كنتُ أمشي على ضوء جملة ناقصة،
أتوكّأ على استعارة
وأحتمي من بلادة الواقع بمجاز هش.
امرأة تسكن البيت،
لكنها لا تسكنني.
عينها مرآةٌ لا تعكس،
صوتها سياج من شوك،
وروحها…
صخرة لا يشقّها نبع ولا شِعر.
قلت لها:
تعالي نكتب معا فصلا لا يكون فيه أحدنا ظلّ الآخر.
قالت:
اكتب وحدك، لكن لا تطالبني أن أراك.
كلما أمسكتُ بالقلم،
كانت تنهض بداخلي محكمة
تحاكمني بتهمة الغياب.
تهمة الفرح…
تهمة أنني ما زلت أحلم.
كان حضوري جريمة،
وشغفي مادة سوداءَ في قانون بلا عنوان.
ذات مساء،
أحرقتُ الحبر.
لا ندم،
لا عزاء.
مجرّد رماد دافئ،
كأنه قلب توقف عن الحلم.
لم أبكِ.
البكاء اعتراف،
وأنا كنت في حالة إنكار كونية.
الورق احترق…
لكن اللغة وقفت على الرماد،
كما يقف طائر ميت في انتظار قيامة.
أعرف الآن:
الكتابة لا تمحى،
هي تنتقل فقط
من الورق إلى الندبة.
محمد أحمد طالبي







































Discussion about this post