بقلم … غادة فاضل فطوم
عُبُورٌ …
تَعبُرُنِي تِلكَ الطَّرِيقُ
تَخطِفُ خَطَوَاتِي…
تَرسُمُ عَلَى صَدغِ الرَّصِيفِ
صُورَتِي
وَأَنا أُرَتِّبُ هَفوَةَ العَابِرينَ
هُنَا
أُنَسِّقُ مَوَاعِيدَ الحِجَارَةِ
أُلَملِمُهَا تَرتَمِي بَينَ يَديَّ
نَبضُهَا يَتَصاعدُ سُحُباً خَمراً
وَتَنطَفِئُ سَجائِرُ الطَّريـقِ
تَتَثاقَلُ يَمنَةً وَيَسرَةً
أُوَزِّعُها بَينَ يَدَيَّ
وَتَبدَأُ مِنْ جَدِيدٍ
تَعبُرُنِي تِلكَ الطَّرِيقُ
أُتَابِعُ العُبُورَ تمهِّد جَسَدِي
جِسراً تَعبُرُهُ سُفُنٌ تَغُوصُ
فِي قَاعِ الأَلَمِ تَتَوالَى صُوَرُهُم
تَتوَالَدُ خُطَاهُم وَأَجزَاؤُهُم
جُزءاً جُزءاً
يَتَفَتَّتُ العُبُورُ عُبُوراً مُتَناسِياً
مَلْحاً تَذوَّقَتهُ الصُّخُورُ
أُفَتِّشُ بينَ الصُّوَرِ يَعودُ أَمْ لايَعودُ
الكَأسُ باقٍ… جُدرَانُ الهَواءِ
وَجَسدِي…
وَقَلمٌ يَرسُمُ بِدايَةَ التَّكوِينِ
كَأوَّلِ الطَّريقِ
تُصافِحُ أَبجديةَ الأَزِقَّةِ تَتَنافَرُ
تُهَلِّلُ لِأوَّلِ السُّقُوطِ وَنِهايَةِ المَطرِ
وَمَازالَ دِفءُ المَكانِ يُغَرِّدُ
عَلَى صَدغِ الرَّصيفِ
الكَأسُ وَالجِسرُ وَجَسَدِي
وَجُدرَانُ الهَواءِ وَصُوَرٍ مُعَتَّقَةٍ
وَأنَا
وَالعُبُورُ يَعبُرُ عُبُورَنا.
دمشق10/11/2015
من المجموعة الشعرية “هنا تبدأالجنة”
بقلم … غادة فاضل فطوم







































Discussion about this post