مقدمةُ كتاب ” السبيلُ إلى بحور الخليل- كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر للمؤلفة أ.د. أحلام الحسن ” .
بقلم / أ. د / حسن محمد نور
العربية لغة الجمال والظلال ، وهي لغة الإبداع والخيال والظلال والصور والأخيلة والإيقاعات والنغم، حباها الله تعالى بكل هذه الإمكانيات ابديعة والجميلة، وهي لغة راقية ، وهي لغة الشعر الجميل الراقي .
والشعر هو شطر العربية الأكبر والأجمل ؛ ففيه الكثير من الإبداعات والخيالات، وفيه يفرغ الشاعر مشاعره وأحاسيسه وأفكاره أيضا في صورة شعرية جميلة بل بديعة ، يتلقفها المتلقي ، ويهيم بها طربا لجمالها ونغمها وما فيها من إبداع وجمال.
وهذا الشعر قدْر ما فيه من الجمال قدر ما فيه من الصعوبات التي تكتنفُ عملية الإبداع والكتابة الشعرية؛ فإذا كان المتلقي يستقبل القصيدة اشعرية ، ويستشعر جمالها ورونقها وما بها من جمال وخيال وشعور، فإن الشاعر المبدع يكون أثناء إبداعه الشعري في قصيدةٍ من القصائد الشعرية التي يُحاول نسجها وإبداعها – يكون محاصرا بكثير من الأمور الأساسية والضرورية للكتابة والإبداع مما لا يمكن أن شعر به القارئ أو المتلقي، ومن أهم هذه الأمور التي تحاصر الشعراء والمبدعين ما يلي:
– أولا: الوزن الشعري المعتمد للقصيدة الشعرية.
– ثانيا:القافية الشعرية بحركاتها وحروفها
– ثالثا:القواعد اللغوية الدقيقة للغة العربية .
– رابعا:أحاسيس الشاعر وروحه الشعرية المبدعة .
– خامسا: الصور والخيالات التي يريد الشاعر إضفاءها على شعره.
– سادسا: القواعد الصرفية واللغوية الخاصة ببنية الكلمة العربية من تثنية وأوزان جموع القلة والكثرة وغيرها …
– سابعا: الموضوع المحدد والخاص بالقصيدة الشعرية .
كل هذا وغيره كثير يُحاصر الشاعر أثناء عملية الإبداع والكتابة الشعرية .
ومن هنا كان هناك العديد من الكتب التي أُلِّفت قديمًا وحديثًا في الأوزان الشعرية والعروضية من لدن الخليل بن أحمد الفراهيدي رائد هذا الفنِّ وفارسه العربي بلا منازع إلى العصر الحاضر؛ لتيسير هذه العملية الإبداعية التي تُولد الأشعار العربية والقصائد الشعرية من خلالها .
ومن هنا جاء هذا الكتاب (السبيل إلى بحور الخليل) لمؤلفته الدكتورة أحلام الحسن (مملكة البحرين) ، وهي كاتبة وشاعرة مبدعة راقية، شاركت معنا في مصرنا الحبيبة في كثيرمن المؤتمرات العلمية حول اللغة والشعر والتراث، كما شاركت في العديد من المهرجانات الشعير المصاحبة للمؤتمرات العلمية وغيرها – جاء هذا الكتاب المذكور آنفا ؛ ليحاول أن يصنع سبيلا إلى عروض الشعر العربي، وليكون سبيلا جيدا يُمكن أن يستعين به أؤلئك المهتمون بالشأن الشعري، ويستفيدون به وهم يحاولون فهم الأوزان من ناحية ، وكتابة أشعارهم من ناحية أخرى.
وهو كتاب جميل وجيد في هذا المجال العروضي والشعري ، ويُرجَى أن يقدم الفائدة المرجوَّة منه في هذا المجال الشعري الدقيق، وأن ينتفع به الطلاب والمهتمون بالعروض والشعر العربي الأصيل والرصين .
أ . د / حسن محمد نور
أستاذ النحو والصرف والعروض
ورئيس قسم اللغة العربية
كلية الآداب – جامعة قناة السويس
جمهورية مصر العربية
Discussion about this post