صرخة
أصرُخ إذًا
متى انفرجَ الجوفُ عن نُبوءته
كيفما أملَ الصّوتُ خاصرة الهاوية
فالصّوتُ طلسمٌ
والقيدُ
نُدبةٌ على فجرٍ لم يُخلق
نافذةٌ تُشرّعُ فراغًا
مُفلقًا كعظمٍ نسيهُ الطّمي
لا تُلقِ بالحنجرة في جُبِّ الصّدى
فالأصداءُ مِقصلة
والحرفُ
يتفلّى كقشر التّوقيت إن طال مكثُ العدم
اكسر أقفالك
بمضاضة فراغٍ قديم
فراغٍ له أنيابٌ
تحنُّ إلى طعم الصّوت
دع اللغة تهوي
كغمامةٍ نُفض عنها الغيث
كهمسٍ
فقدَ قومهُ
وتسكّعَ في شقوق المعنى
دعها تسيلُ كماء
نكص عن شكله
ثمّ تنسّك
في هيئة الانعدام
أجبر الملل أن يتخبّط
أن يخطئ في ترقيم سُهاده
أن يجرَّ خُطاهُ
كظلٍّ أكلتهُ رؤوسُ الفؤوس
فظنّ أنّه الضّوء
ادفع اليأس
كريحٍ تُختزنُ في جرارٍ من عنبرٍ بائد
وامشِ فوق أرضٍ
كُسرت هندستُها
فما عادت تُنبتُ سوى الانحدار
الأرضُ
مائلةٌ ككتف ملكٍ
أثقلهُ تاجُ الوهم
فانحنى لظلّه
اصعد وحدك
لا تسأل الضّوء
فهو ابنُ غفلةٍ لا تنظرُ في مراياها
هو صمتٌ
تجوهر حتّى فقدَ ملامحه
اجمع القصائد
من خرائب المعنى
من ألسنة الظلّ
واطوِ يدك
على ما تبقّى
من وشوشة الورق
افتح كفَّك
وشاهد
كيف ينفرطُ الحبرُ
كأنّه يُعيدُ نفيك
وكيف البياضُ
يبتلعُ الاسم
كأنّه كفَّنه قبل ميلاده
اقطع رأس ماضيك
بسيفٍ صيَّرهُ النّسيانُ
سحابًا قاطعًا
ولا تلتفت
فالزّمنُ يكتبُ في ظهرك
ما لا يُمحى
ثمّة ذاكرةٌ
تنتعلُ صوتك
وتدورُ في الغُرف المهجورة منك
وثمّة ظلٌّ
لا نسب له
لكنّهُ يُقيمُ فيك
كألمٍ يُشبهك أكثر ممّا تشبهُ نفسك
عُد إن شئت
لكن لا تُشر
فالرّيحُ
هي من تُجيدُ الإيماء
لمن عبروا
بلا شواهد
ولا أسى
ولا وجوه.
محمّد العُرَفيّ







































Discussion about this post