أطال
حبيبه قلبي الجفاء
و أرضي ما أقمت لها سماءَ ___ و دائي ما وجدت له الدّواءَ
لهذا القلب لوعته تردى ___ فلم يقبل من النّاس العزاءَ
فمن يهواه قلبي خان عهدا ___ و ما صان الهوى فيه الوفاءَ
هنا في القلب من عنّي تناءى ___ أطال هناك مبتعدا الجفاءَ
أناجي في محبّته إلها___رفعت أمام حضرته الدّعاءَ
*****
و أحسن بالجميل إلى الأعادي___ إليّ فمن أحبّ فقد أساءَ
بسيف قاطع أجرى التّنائي ___ أراه بكفّه يجري الجزاءَ
و يسفك كلّما حربا ضروسا __ و في دنيا الهوى يجرى الدّماءَ
و لم ألقَ الهوى إلَا سرابا__ و في الصّحراء لم أستسق ماءَ
و يخنقني بلا حبل فأهوى ___ على وجهي فلا ألقى الهواءَ
******
و مصلوبا منحت له حياتي ___ فلم يقبل بتضحيتي الفداءَ
و يملكني له عبدا يراني___و ظلّا ما على قلبي أفاءَ
و أقبله على قلبي مليكا___ و منّي المدح يقلي و الثّناءَ
معي شعر المحبّة لا يغني ___ و ضدّ الشّدو لا يهوى الغناءَ
أطال حبيبه قلبي الجفاء ___ و لي أبدى بلا سبب العداءَ
******
و بالأدواء تسقمه الليالي___ و لا يلقى التّعافي والشّفاءَ
من الأحزان و الأشجان عانى__ طويلا لم يطق قلبي العناءَ
و سيلا بي عيون الشّعر أجرت ___و قافيتي فما كانت غثاءَ
هوى فغوى ولم يحدث صباحا___بملحمتي و لا حتّى المساءَ
قبلت مطاوعا قلبي التّغابي__ و ما قبل الذّكاء و لا الغباءَ
كداهية جميع النّاس داهى__ و أعداء فكم يلقى و داءَ
*****
سقوطا عندما قلبي تداعى __ أحبّ فلي بأن يبدي الدّهاءَ
يقيم و في قيامته رجاء__و مرّات و إن بالموت جاءَ
مشيت وراءه حتّى أتاني ___ بظلمته و دربي ما أضاءَ
بلا أرض بلا شمس و دوما __ يناجي من يرى القمر السّماءَ
إليَ الآن لم يحمل ربيعا___ فلي أبدت عواصفه الشّتاءَ
******
فما أشقاه أشقاني و قلبي ___ فلا يرجو السّعادة و الهناءَ
على عمر اضاع فقد تباكى ___ و أدمن بعد ضحكته البكاءَ
و عانى من بعاد لم يعاند ___ به قدرا هواه و لا القضاءَ
بحادثة الليالي كيف ينعى ___ و ما قبل العزاء و لا الرّثاءَ
و جنّته يرى و النّار قد عا___ ش من يهوى السّعادة والشقاءَ
و يهدّمني وباليمنى فيمضي ___ و ليس يعيد باليسرى البناءَ
******
يزيد فكلّما يثري سواه___ و يفقرني هواه هنا ثراءَ
يبادله الهوى غيري و يلقى ___ فيا عجبا من القتلى الولاءَ
و يخبره فعن غرقي صراخي __ و لم يسمع من الغرقى النّداءَ
و عن سؤلي فما أعطى جوابا__ و يأخذني و لا يجزي العطاءَ
تراني من جديد من جفاني __أعيد و في الهوى معه اللقاءَ
****
رياء لا يجاري كبرياء __ يزيد بعزّه قلبي إباءَ
فكيف بليلتي قمرا أجافي ___ تزيد بحسنه الدّنيا بهاءَ
أمدّ يدي إليه و في سلامي ___ و رفعته تزيد يدي سناءَ
و يبدي كلّما يأتي حياء ___ و يملأ هذه الدّنيا ضياءَ
يشيخ هنا طفولته هواه___ يعيد له إذا ما الله شاءَ
****”
طنجة في 14 أبريل2025
قصيدة موزونة على البحر الوافر
بقلم الشاعر حامد الشاعر







































Discussion about this post