أسماؤنا تُقيمُ لنا عزاءً على خصرِ الحربِ
إلى كلِّ رَجُلٍ نَسِيَ اسمَهُ على خَصرِ الحربِ،
وعادَ ليسألَ السَّماءَ: مَنْ أكونُ؟
أقولُ:
لا حاجةَ لنا إلى أسماءَ
تتبرَّأ منَّا
لنُفصِّلَ من حروفِها أكفانَنا
في آخِرِ كلِّ موتٍ.
*
مَنْ أغلقَ الزَّمنَ في وجهِ نساءٍ
عرفنَ مِنَ الحُبِّ اسمَهُ،
وما استنشقنَ عطرَهُ!
يرسمنَهُ مِنَ الذّاكرةِ وجهًا شاحبًا،
غائرَ العينَينِ.
*
يطقطقُ النِّسيانُ أصابعَهُ على مسامعهِنَّ
ومن ضجرٍ، يستلُّ خنجرَهُ
وفي شهوتهنَّ، يُغمدُهُ
تثملُ ذاكرتُهُ وتنتشي بأرقٍ
يتناسل على وسائدهِنَّ.
*
يلُذنَ بفراغٍ يملأنَهُ بقصائدَ عرجاءَ
تفرُّ منها الكلماتُ
وتتوهُ في زُقاق الوقتِ
تعجنُهُ وتخبزهُ أكاذيبَ طازجةً
يُوزِّعنَها على وطنٍ
شاءتِ الحربُ أن تقصَّ لسانَهُ
وتفقأ عينَيهِ.
*
أخيرًا! سيخلُدُ هذا النّصُّ إلى النَّومِ،
ويألفُ سماعَ أصواتٍ مبحوحةٍ
لأطيافِ نساءٍ يتبعثرنَ شاماتٍ
على تفاصيلِ جسدِهِ،
ولا يكترثنَ بهِ.
*
بصمتٍ، أتدلَّى من عنقِ الموتِ
أصطحبُ عتمَتي في نزهةٍ على هوامشِهِ
أزيلُ ملحَ الأرضِ عن جسدي
وأفركُ به عينَيهِ
أضعُ إصبعي في وجههِ وأتوبُ عَنِ الصُّراخِ
وحدَها الحرائقُ في عُروقي
تُنبئُ العابراتِ إليهِ أنَّني أتقاسمُ معهُ
كلَّ هذا الأرَقِ وهذا الخوفِ
*
تقولُ العرَّافةُ العجوزُ في أسفارِها:
إنَّ السُّوريَّ يولَدُ في نعشٍ، ويموتُ وحيدًا في العَراءِ؛
لكأنَّ الموتَ يستنسخُهُ دُميَةً من ورقٍ مُقوَّى.
#ريتا_الحكيم
#نصوص_هجينة
Rita Alhakim







































Discussion about this post