بقلم … اسامة إسبر
(الأرض التي عليها ختم الغيب)
كان جَذعُ الشّجرة يشبه منحوتةً
والشّمس تتلكّأ وراء ظهرنا
تحفر طريقاً في وعورة المياه.
أسرابُ طيور نألفها كلّ يوم
لا تتغيّر
تروح وتغدو على الطّرق البحريّة.
يأتي خبرٌ عاجل
يقتحم شاشة الجوّال ويلوّنها بحمرة الدّم.
ثمّة قتلى يتساقطون
فيما الشّمس تسرع إلى غروبها
لا شكّ أنّها تعبر هناك أيضاً
فوق الغابة
فوق الجبال
فوق الشّواطئ الّتي يصطادون فيها البشر
حيث لا تعثر الجنازات على طريقها إلى القبور
وتتكفّل بالدّفن الكلمات والصور
تحوك الأكاذيب السَرد
وتوزعه على الخطباء والمذيعين
على المنابر كلّها
على الشّاشات كلّها.
لم يكن الدّم جديداً
صوت الرّصاص والطّائرات أكثر ألفة في المدينة
كأنّه يخرج من جرحها
حيث لا اسم لك إلّا ما يُطْلق عليك
حيث لا وجه لك إلّا ما يُرسم لك
حيث لا قبر لك لأنّك لست حيّاً
ولا ميتاً
على الأرض الّتي عليها ختم الغيب
كما لو أنّها بيعت في سوق النّخاسة.
كان جذع الشّجرة يشبه منحوتةً ترفع يدها
ترسم علامة استفهام
الشّمس تحفر طريقاً تبلّطه بأحجار شمسيّة
الطّيور تسرع
كما لو أنّها تهرب إلى فضاء آخر
وكنت أتلقّى المزيد من الأخبار العاجلة
عن موتى يتساقطون
عن قصص تُنسج حولهم
ترتدي قفّازات الملاكمة
وتناور كي توجّه الضّربة القاضية لبعضها البعض
على حلبة الحقيقة.
بقلم … اسامة إسبر







































Discussion about this post