الكاتبة الفلسطينية
سما يوسف زعانين
جاءني كشاعرٍ من زمن الأنقياء، كفارسٍ يقف على مسافةٍ منّي، يراقبني، يحرس روحي وقلبي ونقائي.
ظلّ صامتًا غامضًا، إلّا من رجولته الطّافحة الّتي لفتتني، ثمّ.. جاءت كلماته تقطر شهدًا ممتزجًا برحيق الفحولة.
كتَبَني كطقسٍ سماوي، كأنّني عيدٌ ومطرٌ ووطنٌ وعبقُ الخلود.
كأنّني أميرةٌ يرسم ملامح وجهها بريشةِ الملوك.
كتبني كما لو كنتُ المعنى الّذي بحث عنه طوال العمر، أو معجزةً بزغت من وسط الألم لتنير روحه المنهكة.
كيف لي أن أنسى رجلًا لا يُنسى؟ رجلًا لا يمكن أن يكون عابرًا أبدًا؛ رجلًا شجاعًا، صادقًا، حنونًا، هادئًا، واثقا ومتفهّمًا.
عقله الّذي أعشق، يطير بي إلى عوالم أخرى وأبعادٍ سرّيّة لا يعلمها غيري. عيناه تحملان عمقًا يدفعني للانغمار داخله، فأنفصل عن ذاتي.
وأنا…
أنا امتلأتُ به، بات يسكن دقائقي الأخيرة قبل النّوم، ولحظاتي الأولى حين أفتح عيني صباحًا، وجلّ أوقاتي!
أراه يتأمّل وجهي داخل مرآتي، فأزداد جمالًا، وأشعر بلمساتٍ ساحرة خاشعة تطوّق خاصرتي حين أحاول الابتعاد، وكأنّه يقرأ عليّ صلاة الحب فأرضخ له!
أبتسم وقت أجده مقيمًا داخل قلبي، يجلس كقائدٍ جسور، يشعل سيجارته ويعلن عن بداية الثّورة ضدّ امتناعي عنه، فتنطفئ مقاومتي وأخضع له.. طوعا!
ينتصر هو، وأُهزم أنا أمام رونقه، فأجدني وقد رافقته في عالم الأحلام؛ لا يعرفنا غير رمل البحر حين يداعب أجسادنا الملتحمة، ولا يخترق سمعنا إلّا موسيقى الشّجر حين يحفّ خجلًا من أنامله الّتي عرفت طريقي، ولا يحدّثنا غير الرّيح الّتي تطلق تنهيدةً دافئة، مؤازرة لتنهيدة الحبّ في قلبي وللرجفة الأولى في صدره..







































Discussion about this post