** زيف الوعود **
منذ نبتتُ نُطفةً في بطن القدر
وأنا أخيط فمَ الوقتِ
كيْ لا تهربَ أسنانُه إلى المجهول
ودهرا قضَيْتُه أرتّقُ انكسار القلوب
وأحاول أن أنحّي حبرا قديما
أفركه بين أصابعي بالملح واللّيمون
لكنّه لا يزول
دهرا آخر قضَيتُه،…
أصِلُ المسافات بالمسافات
أغرس وردا حيث أمضي
أُنقّي هواء من هُراء
الرّعود
في كلّ الدّروب
أقشّرُ حلكة سماءٍ داكنةً..
أشتّتُ غيوما ماكرة…
وأطردُ رياح السّموم
***
َمنذ خلقتُ في رحم الأرض
ما طالتْ لي جذور
ما تفرّعتْ لي غصون
ما تفتّحتْ لي زهور
ما أينع ثمر..
ما صارت لي بذور
بلا قدم.. أسير
بلا جناحين أطير
بلا سبابة أشير
أُقاتل الصّمتَ في بئر هجرتها
الطَّيور
وكلّما يخيّمُ على المدينة سكون
أو تُصابُ كائناتُها بالخمول
وأسوارُها تُتّهم بالجنون
أبعثُ أنفاسي في أنفاس الزّهور
أحيي ما لحق بها من ذبول
أمنحُها عمرا
أهبهُا عطرا
أسكنها الحبور
تستفيق الأرواح من عرين سباتِها
وتحلّق في السّموات السّابعة زاهدة في الزّهوِ
جميعها..
فوق حولَ قرص الشّمس تحوم
جميعهم يقطفون الشّهب من عين
الشّرود
و يُلقون بظلاله للنّجوم
جميعهم ارتقوا سلم الوعود
نثروا، نقضوا
نبشوا في سرايا قلبي المكلوم
سكنوا أزلين ضلاعي
جابوا تجاويف عقلي
سحبوا بساط الحبّ من معين صبري
سرقوا سرّ الوجود…
ما وصلني منهم شكر
لا رفق، لا جود
هؤلاء…. إلى الزّوال..
إلى الغروب
ما تحمّلوا شروق شمس
فهرعوا بلا وجهة
بلا قصيد
بلا لحن
بلا قيثارة
مصيرهم..
مصير أصحاب الفيل…
إنّه اليوم شاهد ومشهود.
قلبي ناصع البياض، مهما مرّت عليه
مظالم، وسحب، وزيف وعود..
أمّا الشّؤم فهو على أصحابه
يعود
يعود
يعود
سونيا عبد اللطيف
قليبية 14/ 04/ 2024







































Discussion about this post