أبابيلٌ من حزن
بقلم/ سعيد العكيشي
نحنُ الغارقون ببحر دموعنا
نحن العالقون في شرفة الانتظار،
نسينا ملامحَ السّعادة حين استعار
الحزن قلوبَنا،
مشينا حُفاةً فوق حُقول الألم
لا وجهة لنا ولا واجهة
نَحَت القدر حُظوظنا على واجهة الدّخان
فعشقتنا الحروب،
لا توقيع لموت رحيم يذيل صحائفنا في الغيب
نأكل الجوع نشرب الصّمت
فينبح الوجع من حناجر البنادق،
ككلّ فجرٍ، نمسح وجوهَنا بمخالب الخيبة،
نرسمُ على ناصية النّهار شمساً مشلولة
ونرقصُ تحت مطرٍ لا يسقط،
كأنّنا نعشق البكاء أكثر من الضّحك،
ككلّ مساء نرسم قلوبنا بحبر العتمة
على واجهة السّماء،
نرسم قمراً مقطوع الرّأس
ونجوماً مفقوءة عيونها،
وكأنّنا نُشيّد المقابر في أرض قناعتنا،
الوقتُ يطأ على قلوبنا كبيادات جنود
تطأ الأرض المحروقة،
يحصد أزهار أعمارنا وينهب فراشات ضحكاتنا،
في دواخلنا عطش لا يرتوي
وحنين طويل طويل…بطول غياب طاعن،
نوافذ قلوبنا لا تطلّ إلّا على العتمة
بترت الطّرقات المغلقة أقدامنا فعجِزنا
عن الهروب
أجنحتنا خائفة من الطّيران،
كلّما نبضَ الحرف في دمِنا
ماتت الكتابة بولادة متعسّرة
فصرنا نكتبُ بالآهات ونمحو بالدّمع،
يا من تلومونني على نثر الحزن
لا تمرّوا من الأزقّة الضّيّقة للغموض،
هل رأيتم طيوراً تطير دون أجنحة…؟
أنا رأيت طائرات تقتُل وتُدمِّر بدم بارد،
هل رأيتم أحلامًاً تُهاجِر… ؟
أنا شعرت بأحلام تُهاجِر دون جواز
دون تأشيرة
هل سمعتم بصمتٍ ينصر قضية…؟
أنا سمعت بصمت يُربِّي قطعان الخزي
والذُّل في كهوف الخوف،
نحن نزرعُ النّور في عيونٍ عَمياء
ونُلقّن الجفاف نشيد المطر،
ثم نرتّقُ ثقوب الأمل بخيوط الوهم،
نُقيمُ في هامش الحياة
حيث القصائدُ لا تنتهي
وحيث الشّاعر
ينسى اسمه في كلّ سطر.
سعيد العكيشي/ اليمن







































Discussion about this post