من يُجيد لمس القلب
من يُجيد لمس القلب، لا يحتاج أن يرفع صوته، ولا أن يشرح كثيرًا. يكفيه نظرة، أو كلمة عابرة، ربّما حتّى صمتٌ محمّلٌ بالصّدق. هو ذلك الّذي يحضر دون أن يُرهقك، ويُشعرك بالأمان دون أن يعدك بشيء.
يختصر المسافات لأنّه يعرف الطريق إلى داخلك، لا يحتاج خريطة، لا يسأل عن الاتّجاهات. يشعر بك حين لا تتكلّم، ويفهمك حين تعجز عن التّعبير. هو لمسة من لطف الحياة، وهديّة القدر حين يكون في مزاجٍ جميل.
لمس القلب فنّ، لا يُتقنه إلّا من كان قلبه نقيًّا بما يكفي ليشعر، وصادقًا بما يكفي ليبقى.
من يُجيدُ اللّمسَ في صمتِ الشّعورْ
لا يجيءُ… ويملأُ القلبَ حضورْ
لا يُحدّثكَ كثيرًا، إنّما
في عيونِه، الحكايا والسّطورْ
هوَ دفءٌ حينَ تبكي وحدَكَ
وهوَ صدقٌ، لا يضلُّ ولا يدورْ
من يُلامسْ قلبَك الحاني برفقٍ
قد طوى الدّنيا… وجاءَك بالعبورْ
ليسَ شرطًا أن يكونَ الأقربَ
إنّما يكفيه قلبٌ لا يغورْ
إن أردتَ الحُبَّ، فابحثْ عن يدٍ
تربّتُ الرّوحَ، إن اشتدّ الشّعورْ
إن تعثّرتَ، تجدْهُ أوّلَ من
يحضنُ الخوفَ، ويُهديكَ النّورْ
وإذا ضاقتْ بكَ الأيامُ يومًا
كانَ صدرُهُ للوَجَعِ أحلى سرورْ
لا يُطالبُكَ بشيءٍ… إنّما
يكتفي أنْ تُحبّهُ بصفاءِ شعورْ
ذاكَ من يَسكنُ في الأعماقِ سرًّا
كأنّهُ بينَ الضّلوعِ زهرُ عطورْ
فاجعلِ القلبَ لمن يُحسنُ لمسه
ذاكَ وحدَه… من تُختصرُ له الدّهورْ
محمد عبدالعزيز سيدأحمد D-Mohamed Aziz







































Discussion about this post