الإسلام دين شامل

الاسلام دين شامل 

الإسلام دين شامل يوجه حياة الإنسان بأكملها، فهو ليس مجرد طقوس موسمية بل علاقة مستمرة بين العبد وربه في كل لحظة من حياته.
غير أن الله سبحانه وتعالى فضّل بعض الأيام والشهور على غيرها لحكمة يعلمها، فجعل رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وجعل يوم الجمعة عيدًا للمسلمين.وفضل عشر ذي الحجة على سائر الأيام.
وهذا التفضيل ليس تفضيلًا انتقائيًا بل رحمة من الله بعباده، لأن النفس البشرية تحتاج إلى مواسم للتجديد والارتقاء الروحي، وهذا لا يعني أبدًا أن العبادة تقتصر على هذه الأوقات فقط، بل إن هذه المواسم تأتي لتذكّر الغافلين وتشجع المجتهدين وتزيد في رفعة المؤمنين.
أما القول بأن هناك تناقضًا في الاهتمام ببعض الشهور أو الأيام فهذا فهم خاطئ، لأن التذكير بهذه المناسبات لا يلغي العبادة في باقي الأيام، بل يضيف إليها نفحات روحية تجعل الإنسان أكثر ارتباطًا بالله.
أما ما يقال عن الإسرائيليات المدسوسة فهذا يحتاج إلى تدقيق علمي بعيدًا عن التعميم، فالإسلام محفوظ بالقرآن والسنة الصحيحة، وإن وُجدت بعض التحريفات أو المحاولات لطمس الحقائق فقد تصدى لها العلماء منذ العصور الأولى، فليس كل ما جاءنا من التراث باطلًا، وليس كل ما انتقده البعض صحيحًا، بل يجب التمحيص وفق أصول العلم.
كما أن الحديث عن توظيف الدين لخدمة الحكام هو طرح يخلط بين الدين نفسه وبين من أساءوا استخدامه، فالتقصير والظلم لا يغيران من قدسية الإسلام، وإنما يكشفان عن سوء استغلاله من قبل البعض، ولذلك علينا أن نكون حذرين في الحديث عن هذه المسائل، فلا نفتح باب التشكيك في ثوابت ديننا بحجة النقد، ولا نقبل بكل ما ورثناه دون تمحيص، فالتوازن مطلوب، والحكمة في التعامل مع هذه القضايا ضرورية، لأن زعزعة الثوابت بحجة البحث قد تؤدي إلى الفتنة أكثر مما تخدم الحقيقة.
والمسلم العاقل هو من يزن الأمور بعلم ودراية، لا بانفعال واندفاع، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتثبت وألا نقول بغير علم، بل نعود إلى المصادر الصحيحة ونعمل بعقل مستنير، فالإسلام جاء ليحفظ الحق ويهدي الإنسان إلى طريق الخير، وليس ليكون ساحة للجدل العقيم الذي يبعدنا عن جوهر الدين وروحه السامية.

للإيمان الشباني