ومضة
سلسلةٌ تسرد
لمحاتٌ من التَّاريخِ الإنسانيِّ
بقلم/ د. دعاء محمود
الصُّول ” أحمد إدريس “
أحمد محمد أحمد إدريس ( ١٩٣٥ – ٢١سبتمبر ٢٠٢١ )، والشَّهير بالصُّول -لقب عسكري- هو مقاتلٌ مصريٌّ من مواليدِ النُّوبةِ في جنوبِ مصرِ.
يُنسبُ إليه فكرةُ استخدامِ اللُّغةِ النُّوبيةِ كشيفرةٍ في حربِ أكتوبرِ ١٩٧٣.
مولدهُ وحياتهُ
ولدَ أحمد محمد إدريس عام ١٩٣٥ في قريةِ توماس وعافية التَّابعة لأسوانِ جنوب مصر، حصلَ على الشِّهادةِ الإبتدائيةِ الأزهريةِ في عام ١٩٥٢م. عاشَ مع أخيهِ الأكبرِ حتى حصوله على شهادتهِ الإبتدائيةِ، الذي كان مقيمًا في حيِّ حدائقِ القبةِ بالقاهرةِ.
تطوع أحمد إدريس بالقواتِ المسلحةِ عام ١٩٥٤م، وحضرَ حربَ العدوانِ الثُّلاثيِّ على مصرِ، ثمَّ ظلَّ في صحراءِ سيناءِ منذ عامِ ١٩٥٧م حتى حربِ اليمنِ، وبعدها شاركَ في حربِ ١٩٦٧م، وكانَ له الفضلُ في فكرةِ استخدامِ اللُّغةِ النُّوبيةِ كشفرةٍ في انتصارِ حرب أكتوبر ١٩٧٣م.
خرجَ من الخدمةِ العسكريةِ في عامِ ١٩٩٤م.
قصةُ الشَّفرةُ النُّوبيةُ
في أثناءِ خدمتِه في حرسِ الحدودِ في عامِ ١٩٧١م عَلِمَ بانزعاجِ الرَّئيس السَّادات من تَمكُّنِ العدوِّ في الكثيرِ من الأحيانِ من فكِ شفرةِ العملياتِ للجيشِ، وعندما عادَ قائدُ الكتيبةِ التي يخدمُ أدريسُ فيها، لاحظَ وجودَ علامات الحيرةِ على القائدِ والضُّباطِ بضحكةٍ لطيفةٍ قالَ لهم: «نرطُنُ بالنُّوبيِّ» لأن اللُّغةَ النُّوبيةَ تُنطقُ ولا تُكتب بالحروفِ العربيةِ، فقاموا بإبلاغ قائدِ الجيشِ والذي تسائل عن عددِ مَن حضرَ الحوار وكانوا خمسةً فقط، وعلمَ أنَّهم لم يسمعَه أحدٌ غيرهم فتمَ تَقييد الصُّول بالأغلالِ الحديديةِ كنوعٍ من التَّمويهِ والخِداعِ، ونقلِه في سريةٍ إلى جهةٍ غير معلومةٍ ليجد نفسه في مقابلةِ السَّادات والذي طمأنَه
تمَّ نَقلُه إلى مقرِ القيادةِ في سريةٍ مع توفيرِ عناصر نوبية في صحراءِ سيناءِ للتَّواصلِ مع إدريس حتى يوم ٥ أكتوبر ١٩٧٣م، حيثُ تمَّ انساحبُهم لبدايةِ المعركةِ في اليومِ التَّاليِّ.
تكريمُه
كُرَّمَ في عامِ ٢٠١٧م من السُّلطاتِ المصريةِ بوسامِ النَّجمةِ الذَّهبيةِ، وفي عامِ ٢٠١٩م في لقاءٍ متلفز تحدثَ عن سرِ الشَّفرةِ والتي خباها ٤٠ عام حتى عن أولادِه إلى أن سُمحَ له بالتَّحدثِ عنها، وتمَّ إصدارُ فيلمٌ تسجيليٌّ عن الخدعةِ وسُمّي «الشَّفرة»، وقد أعلنَ ساعتَها أن كلماتَ الشَّفرةُ التي استخدمت كانت: ” أوشريا ساع آوى” وتعني الضَّربَ السَّاعةِ الثَّانيةِ.
وفاتُه
في ٢١ سبتمبر من عامِ ٢٠٢١ أعلنت أسرتَه بالصُّحفِ المصريةِ عن وفاتهِ، وتمَّ دفنُه بمقابرِ الأسرةِ بمنطقةِ كينج مريوط بالإسكندريةِ.
الكاتبة الصَّحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post