وصية حياة
بقلم/ عبير شرارة
– كيف هجرتني بهذه البساطة؟
– ليس بهذه البساطة،
ولم أهجركِ
لكنّه الموت
– أ ننهزم أمامه؟
– المعركةُ هي الّتي تقرّرُ
– أبي، أخبرني ما الّذي جرى تماماً
كيف متَّ؟
– لا أستطيع. فأنا لم أمت!
نازلتُه مرّاتٍ، والحربُ سِجالٌ
نازلتُه مقاتلاً ببندقيّةٍ
لأنّه لبسَ قناعَ أعداءِ الحياةِ
ولم أمتْ
لأنّي نازلتُه عاشقاً
العاشقُ لا يموتُ
الوطنُ لا يموتُ
نازلتُه سياسيّاً، فلم يعجبني!
هو ليس سياسيّاً البتّةَ
هو الشّيءُ الوحيدُ الّذي لا نستطيعُ أنْ نعقدَ معه هدنةً..
اتّفاقيّةً
سلاماً
لا يقبلُ رشوةً
ولا يفاوضُ حتّى على نَفَسٍ.
نازلتُه شاعراً
فوضعتُ “نقطةً في أوّل الشعر”،
وهزمتُه
هزمتُه بحروفٍ، وكلماتٍ، وجُملٍ
وكان أُمِّيّاً
لا يفكِّرُ
ولا يجيدُ الغناءَ
حتّى عندما أريتُه الكلماتِ أزهاراً
الجملَ حقولاً
القصائدَ حدائقَ وعصافيرَ
اكتفى بأن سألني: متى آخرُ خريفِها؟
قلتُ: أوّلُ الشتاءِ
ليُعِدَّ ربيعاً جديداً
نازلتُه بأصدقائي أيضاً
فقهقه…
قالَ: جعلتُ من بعضِهم أقنعةً لي!
فارتكبوا مؤامرةَ الانقلابِ على ميّتٍ!
على ميّتٍ لم يمُتْ!
هذا ما جرى يا بنتي
أوصيكِ بالحياةِ
بالحياةِ… حتّى آخرِ الشِّعر.
مهداة الى أبي … من ديوان الجديد قيد التحضير
“انقلاب على ميت ”
٢٠٢٣
عبير شرارة







































Discussion about this post