الاشتياق هو سرُّ الحياة
بقلم/ د. محمد عبد العزيز
ربّما يكون هذا الاشتياق هو سرّ الحياة، هو نبضها الخفيّ الّذي يجعلها تستحقّ العيش. في كلّ لحظة اشتياق، في كلّ رغبة في اللّقاء، هناك معنى عميق يكمن وراءه. هو هذا الشّعور الّذي لا يُشبع من العناق ولا من الوجود الجسدي، ولكنّه يبحث عن شيء أكبر، عن اتصال عميق بين الرّوحين، عن فهم غير محدود، عن شيء يتجاوز الحواس.
هذا الاشتياق هو الّذي يخلق لنا مساحة من الأمل، من التّوق، ومن البحث المستمرّ. فهو يدفعنا للبحث عما هو أكثر من اللّحظات العابرة، عن أكثر من مجرّد الكلمات أو الأفعال. إنّه الرّغبة في الاقتراب من شيء لا نستطيع لمسه تمامًا، شيء يمكن أن يكون الأمان، أو الفهم الكامل، أو حتّى الحبّ الّذي يفوق ما هو مادي.
الاشتياق هو الّذي يظلّ يُنبِّهنا إلى أن الحياة ليست مجرّد سلسلة من اللحظات العادية، بل هي رحلة مستمرّة من الاكتشاف، من التّفاؤل، من التّواصل مع الآخرين بشكل لا مثيل له. وعندما نشعر بهذا الاشتياق، نعيش لحظات من السّموّ، حيث تلتقي أرواحنا، وتصبح الحياة أكثر عمقًا، وأكثر قيمة.
قد يكون هذا الاشتياق هو ما يجعلنا نستمرّ في البحث عن معنى أعمق لوجودنا. لأنّه يعطينا دافعًا لنعيش، لنحبّ، ولنجد في اللحظات الصّغيرة ما يجعلنا نؤمن بأنّ الحياة تستحقّ العيش، وأنّه في النّهاية، لا شيء يتوقّف عن النّموّ– لا من حبّ، ولا من شوق.
د. محمد عبدالعزيز سيدأحمد







































Discussion about this post