بقلم … مصطفى حناني
يقولُ الشّك …
جائِلا في دروب الكلِمِ
متلبّسا بعين اليقين
أنَّ الضُّحَى لصٌّ مُخاتِلٌ
يَسْرِقُ مِنْ جُفُونِ اللَّيْلِ بَقَايَا احْتِضَارِهِ
وَيَرْمِيهَا عَلَى أَقْدَامِ الْيَقَظَةِ
فَتَنْسَحِقُ الأَحْلَام
مهشّمة كَقَنَادِيلَ ليل
خانها الزّيت
مهملة
تَحْتَ عَجَلَةِ زَمَنٍ
لولبيّ التّكتكة
في حقبة الهبوط السّريع
يرد اليقين
مختبئا
في زاويةٍ مَا من جُمجمتي
متوشّحا بخمار الرّيبة
أَنَّ الْكَلِمَات أَشْبَاحٌ
تَنْسَلُّ مِنْ شَقِّ الصَّمْتِ المخزي
فَتَخْتَنِقُ بِحَبْلِ الصَّوْتِ
الْمجروح على صخر الصّدى
تَنْهَشُهَا أَسْنَانُ الْفَرَاغِ
قَبْلَ أَنْ تُولَدَ
من نطفة فكرةٍ
خِصبةٍ في رحم الاستعارة.
يعاودُ الشّكّ
متربّصا
كالذّئب بالشّاة القصيّة
بوضوح الحقيقة في الرّؤى
أَنَّ الزَّمَنَ
قَمِيصٌ مُبَصَّمٌ بِدَمِ الْخُلُودِ
وَكُلُّ مَنْ لَبِسَهُ
مَاتَ جَرَّاءَ ثِقَلِ الْوَهْمِ
أَوْ
انْفَتَحَتْ أوداج جُرُوحهُ
عَلَى مَسلخ اللَّحَظَاتِ المذبوحة.
يُجْزِمُ اليقين
بعين الجاحظ
المشدودة بعُقدة حبلِ التّردّد
أَنَّ الَّذِي نَحْتَفِلُ بِمَوْتِهِ
لَيْسَ إِلَّا
انْعِكَاسًا لِغُرَابٍ أَبْيَضَ
يُقَصِّرُ ظِلُّهُ
كُلَّمَا طَارَ
وَيُطَوِّلُهُ بسمك الحِجَارَة الملساء
تحت خرير مياه النّهر الغادي
حِينَ يسْقُطُ
ريش اللحن
على موال لقيط في أغنية
قصيرٌ هو عمر الشّعاع
أيّتها العين اللعينة!
فلمَ تصبحين؟
كحبّة رمل في كمّ الغبار..!
أوْ
تترهّلين كوتر متهدّل
أتعبه النّقر النّشاز على طبلة كمان
يلخّص النّص الفكرة
من دون جناسٍ
أَنَّ الْبَشَرَ أَوْهَامٌ
مُعَلَّقَةٌ بِخُيُوطٍ مَجْهُولَةِ الْمَنْشَأِ
تَرْتَعِشُ كَالْعَنَاكِبِ
حَوْلَ مِصْبَاحٍ
يُضيءُ لِغَيْرِهَا آية الفصلِ
ويمضي رفرافا
كالفراشات في ظلام الكلام
صوتُ قصيدةٍ
أجفلهُ ضيقُ كوة بلا أفقٍ مضيء…
Mustapha Hannani
مصطفى حناني / بلجيكا —————————————-







































Discussion about this post