صمت يحتج… وكلمة تنتظر الطهارة.
سكتَ الصّمتُ قليلًا،
فََسَاد الظّلام طويلًا،
ثم نطقَ الصّمت أخيرًا.
سار بين الأزقّة والدّروب،
يُلقي السّمع وهو عليل،
يتوق لصوتٍ حُرٍّ أصيل،
جال ببصره ذات اليمين،
لمح جمعًا، فاستبشر خيرًا.
أخذ مقعدًا بين الجالسين،
يتأمّل وُجوهَ الحاضرين،
ثقةٌ معدومة،
أقلامُ مكسورة،
وقراراتٌ مركونة،
لا صوت يُسمع،
إلا جعجعة ولا يرى طحينا.
طال السّكوت…
صاح الصّمت: أنا لستُ عميلًا،
قد كنت للرّضا علامةً ودليلًا،
كيف صرت عارًا، وللجبن سبيلًا،
كفى!!.. لن أقول بلى..
ورأسي أبدًا لن يميلَ..
يا أهل الكلام إسمعوني:
قد كنت يومًا عزيز قومي،
تَلُفُّنِي عيون الحالمينَ،
وتبوح بي قلوب العارفينَ.
أَمَا وقد أضحيت ذُلًّا ذليلًا،
أُعلنُ الآن انسحابي والرّحيلَ،
قراري، ما عاد يحتملُ التّأجيلَ،
رُبّما أعود يوما،
فجرًا أو أصيلًا،
عندما يصبح الكلام حلالًا،
ويغدو الصّمت خجلًا جميلًا،
يعلو وجوه العاشقين.
فأنا ماعدت ذهبًا
صقيلًا،
منذ صار الكونُ بكاءً وعويلًا.
فسلامٌ عليّ يوم أرحل،
ويوم أُبْعَثُ صمتا بليغًا،
لِأرض العجائب،
ولِبلادِ الصُّم البُكمِ،
طيرا أبابيلًا..
بشرى طالبي
اللوحة للفنان المصري عبد الحميد عفارة
Discussion about this post