كَأَنِّـي زَمَـــان ..
يَـا امرَأَة !
كَأَنِّـي زَمَــانْ
ذَاكَ الفَتَى يَحِنُّ إِليـكِ
إلى مَلاعبِ طُفُولـةِ الحَشيشِ
إلى خُصُلاتِ شَعرٍ يُدَاعِبُهَـا النَّسِيمُ
طَلَّـةَ كُلِّ صَبَـاحْ
يُوَشوِشُ العُشبُ كَلَامًا مُبَـاحْ ..
صَدِّقِيْنِي
يَـا عُشبَةَ الوَقتِ
مَـا أَطيَبَ الحُبَّ !
مَـا أَوجَعَ الحَنين !
حَمَلَتنِي الذِّكرَى على جَناحِ اليَقظهْ
لَستُ أدرِي كَيفَ سَهِرتُ تِلكَ اللَّيلةَ
حَتَّى الصَّبَـاحِْ
رَأَيتُني أَكتُبُ سُطُورًا مُتَعَرِّجَـةً
مُستَقيمَـةً
كيفَ انشَطَرتُ شَطرَينِ مُتَوَازِيَينِ
أَنـتِ / أَنَـا
جَمَعَتنَا الذِّكريَاتُ البَعِيدَةُ القَرِيبَهْ
فِي بَيتِ القَصِيدَهْ !
……………………
…………………ِِِ…
نِمتُ؟
– لَا .. لَا
حُبِّي لا يَنَـامْ
مِن أربَعِينَ عَـامْ
يَحتَرِفُ التَّطوَافَ حَولَ بَيتٍ
سَكرَانَ مِن عَبَقِ البَخُورِ
مِن رَائِحَةِ أُمٍّ عُيُونُهَـا
قُبلَةُ الصَّلاةِ لـِ مَريَمَ تُلَبِّي الدُّعَاءَ
أَمٌّ قَلبُهَـا عليـكِ
عَلَى إخوَةٍ يُوَاكِبُونَ الحَيَـاة
تَنسِجُ حِبرَ الكلِمَاتِ قُمصَانَ صُوفٍ
تَقِي بَردَ الشتَـاءِ..
يَومَهَـا –
بَحَثتُ عَنـكِ
فِي الظَنًّ الطَيِّبِ
في خَيَالٍ أَخضَرَ
فِي مَطَبَّــاتِ الفَضَـاءِ
لَعَلَّنِي أَجِدُ ما يَدِلُّ عَليكِ
صَدِّقِينِي –
كُنتُ أَرَاكِ
نَهرًا
مِنَ الصُّوَرِ
تَقِيسِينَ المَسَافَــاتِ
ما بَينَكِ وَبَينِي
هَا إنَّا اليَومَ نَعِيشُ
تتَّسِعُ وَتَضِيقُ المَسَافَــاتُ !
يا امرَأَة !
نَوَافِذُ أَفكَارِي مُشَرَّعَـةٌ
تُضِيءُ مَرَايَــا خُطَــاكِ
وَدُرُوبَ خُطَـانَا
كَيفَ يَكُونُ الخَطوُ فِي الحُـبِّ
جِـرَاحَ أَحـلامٍ
وَِفِي يَدِي حَدَائِِـقَ زَهرٍ
فِي مَشَـــاعِ الجُفُـون؟
كَيفَ يَكُونُ وَقعُ الخُطَى سُطُورًا
كَتَبنَاهَـا تَعصَى على أَنفَاسِ
عَاشِقِيهَـا
كَيفَ نَمشِي حِينًا
وحِينًا _
تَقِفُ آثَـارُ أَقدَامِنَـا فِي مَجَامِرِ الرِّمَـال ؟
سَيِّدَتِي وَأَمِيرَتِي!
أَفِيءُ إِلَيـكِ فِي ظِلِّ ضَوءٍ
أَنَـا الّذي أُحِبُّ الظَّلَالَ ثِيَابًـا للنَّهـارْ
وَأَهوَى دُرُوبًـا مَشَينَاهَـا
أَورَفَتْ تِلـكَ الدُّرُوبُ
فِي غُربَـةِ الفُصُولْ ..
كُلَّ آنٍ
يَحمِلُنِـي خَيَـالِـي وَشَوقِـي
إِلى سَرِيرٍ بَـاتَ فِكرَهْ
أَتَخَيَّلُ …
لكِنْ –
لَيسَتْ تُقَـالْ
أَسكَنتُهَـا طَيَّ الخَيَـالِ
أتَلَمَّسُ فِرَاشَـكِ وِسَادةً مَرمِيَّـةً
أُغمِضُ عَينَيَّ
أُلَملِمُ مَنَادِيلَـكِ
أَشيَاءَكِ الصَّغِيرَهْ
تَشكُو هُمُومَهَـا إلـيَّ
دُمُوعُهَـا تَسقِي عَطَشِي
تُحيِي شُرُودَ حُرُوفِ الأَبجَدِيَّـهْ
وإنْ تَشَاغَلتُ عَنهَـا لِحِينٍ بِِـكِ
تَنـزِفُ جِرَاحُهَـا بَـوحَ الجِـرَاحْ
كيفَ يَكُونُ الدَّمعُ بَلسمًـا
لِجُرُوحِ الأَقَــاحْ ؟
سَيِّدتِي !
إِنْ كانَ حُبُّـكِ إِلَهًـا
عَبَدتُ ذَاكَ الإلَـهْ
إِنْ كانَ شَيطَانًا شَقِيَّـا
ما كَفَرتُ بِـهِ
سَجَدتُ احتِفَاءً بِـكِ
وَأَسأَلُ _
ما قِيمَةُ حُـبٍّ
لا يُوَسوِسُ فِي رِحَابِـهِ
عفرِيتٌ بحَجـمِ الإلـهْ ؟
هَا إنِّـي
أَعُودُ
إِلى
أَشيَائِكِ الصَّغِيرَهْ
تَستَدعِي وُقُوفًا أَمِينَـا
كيفَ تَنَامِينَ وَتَصحُو الوِسَـادَهْ ؟
ماذَا يَحِلُّ بأفكارِكِ والهَوَاجِسِ
وضَوءُ الغُرفَةِ شَحِيحٌ
يَسهَرُ على ضَوءِ الجَسَدِ المُنِيرْ
فيمَا الأنفَاسُ عَالقَـةٌ
عَلَى وَجـهِ الجِدَارْ ؟
كيف بَدرٌ يَسهرُ لا ينَـامْ
وَأَنتِ في نَومٍ عَمِيقْ ؟
وِلمَ تِتَجاهلينَ مَلَاكًا يَحرِسُكِ
يكتُبُ أشواقَـهُ في هَدْأةِ اللَّيلِ
على دَفَاتِرِ الأيَّــامْ ؟
أَجمَلُ ما عِندَكِ بَسمَـةٌ تَسبَحُ
فِي أموَاجِ شَفَتَيكِ !
وَفِي لُغَةِ العُيُونِ
حُبٌّ يَجِيءُ مِنْكِ إِلَيَّ
إِليَّ إِلَيـكِ ..
أَجمَلُ مَا فِيَّ حُبٌّ لاَ يَأْخُذُهُ
سِوَى أَنـتِ
كَلِمَاتٌ في كِتَابٍ قَارِئَـهُ
أَنـتِ
وَسَعَادَةٌ لاَ تَعرِفُ وَهمًـا !
مَا زِلتُ أَجهَلُ مَاذَا أُسَمِّيكِ
حَقًّا أَنتِ امرَأَةٌ تَختَصِرُ غَابَةَ نِسَـاءْ
أَعمَقُ ما عندَكِ ضَوءٌ
يَكشِفُ ضَوءَكِ !
لَطَالَمَا تَسَاءَلتُ –
هَل فِي الأَرضِ حُبٌّ
يُضاهي حُبَّنَـا ؟
كيفَ حَمَلنَاهُ رَدحًا مِنَ الزَّمَنِ ؟
أَسألُ المَاضِـي
أُنَاجِي الغِيَـابَ
كيفِ كانَتْ أَحوَالُـهُ ؟
هَل فِي السَّفَـرِ
عانَى تَعَبًـا وَكَابَدَ مَشَقِّـاتْ ؟
مَنْ سَقَاهُ كَأسَ مَـاءٍ بَاردٍ ؟
كيفِ اتَّقَى بَردًا وثلجًـا
عَوَاصِفَ وشقَـاءْ ؟
مَنْ قَدَّمَ لَهُ رغيفَ خُبزٍ أَسمَرَ ؟
كيف قَطعَ كلَّ هَذِي المَسَافَـاتِ
وَلا زِلنَـا فِي الصَّفحَةِ الأُولى ؟
كُنتِ تُسَافِرينَ
تَعُودِينَ تُسَافِرينَ
كيف تَوَزَّعَ الحُـبُّ
فِي حَقَائِبِ أشيائِـكِ الصَّغيرَهْ
وَفِي خَزَائِنِ شِعـرِي؟
كَيفَ جَمَّعَ بَعضَهُ
ذَاتَ يَومٍ
عِندَ الفجرِ وَاحتَسَى مَعَنَـا
فِنجَانَ قَهوَةٍ مُرَّهْ







































Discussion about this post