صدّى البدايات
بقلم/ عبد الأمير البهادلي
يا سيدّتي،
يا انبثاقة الضّوء من عتمة العدم،
يا جريان السّرمدي في عروق الفناء.
كيف لعينٍِ اعتادت الظّلال
ألّا تسَافر في مدارات وهجكِ؟
وكيف لروحٍ تاهت في المتاهات،
ألّا تهتدي بنجمكِ القُطبي؟
يا همسةً تترقرق على حافة الوجود،
يا لونَ الغسقِ حين يعانق السّكون.
دَعْني أُوشوشُ اسمَكِ،
نشيداً خفياً،
تحملهُ ذرّاتُ الغبارِ العالقةِ في شُعاعِ القمر.
دَعْني أُوقِدُ في داخلي،
شُعلةً لا يراها إلا القلبُ،
لتنيرَ دهاليزَ الشّوقِ العميق.
يا أنتِ، يا ارتعاشةَ النّبضِ الأوّل،
يا شهقةَ الميلادِ في صدرِ الكون.
أتلاشى في أثيرِ حضوركِ،
كندًى يتبخّرُ عند أوّلِ لمسةِ شمس.
أحبّكِ،
بعددِ المسافاتِ بين النّجومِ البعيدة،
وبصَمتِ التّأمّلِ أمامَ لوحةٍ عتيقة.
أرقصُ وحدي،
على إيقاعِ دقّاتِ قلبي المشتاق،
لحفيفِ طيفكِ العَابر.
يا منّ على شفتيكِ،
تتفتّحُ براعمُ المعنى الخفيّ،
وترتوي صحراءُ روحي القاحلة.
يا امرأةً،
كصدى دعاءٍ عتيقٍ في معبدٍ مهجور،
يا نقشاً غائراً على جدارِ الذّاكرة،
يا بياضَ الغيمِ قبلَ المطر.
أحبكِ،
يا تجلّي الأنوثةِ في جوهرها المطلق،
يا مرآةً تعكسُ وجوهَ كلِّ النّساء،
في امرأةٍ واحدة.
✍🏻:عبدالامير البهادلي
5 نيسان 2025







































Discussion about this post