لستِ لي
. ولا أبحث كعصفور أحمق عن مبرّر لهذا الغياب النّاعم. كلّ ما في الأمر أنّ الشّمس كتبت عنّا مرّة، ثم محَت كلّ شيء حين لم ينحسر البحر إلّا عن الخجل. قالوا: الحبّ أحيانًا يشبه الكفر، وأحيانًا أخرى يشبه الموت، لكنّهم نسوا أنّه أحيانًا… لا يشبه شيئًا، فقط يتقن أن يكون غريبًا. الآن، لا ظلّ لكِ في وجعي، ولا طيف لي فيكِ. كلانا عبر الآخر مثل نُدبة في المرآة، كأنّنا لم نكن، وكأن كل شيء كان حُلمًا لا يخصّ أحدًا. لم يبق منّا غير غصّة، معلّقة كوشمٍ على صدر الحنين، وقبلة ماتت على ضفاف الصّباح، قبل أن يفهم الضّوء كيف يُولد. أكتبكِ وأنا أعرف أنّ الأبجديّة لن تخرج حيّة من هذا البحر. بردكِ لا يترك مساحة للحبّ، والزّهور وقعت في فخّ الرّماد. قال الطّبيب: “أنت حالة متأخّرة من الوهم.” ضحكت، فأنا أعرف هذا منذ البداية. أنا الرّيح حين تنسى اسمها، أنا اللهب حين يخاف من ظلّه. كلّ شيء تحت هذا الضّوء المشكوك فيه، وعلى متن ربيع يخشى التّفتّح، هو آثار أقدامي المرتبكة، و رسائلكِ المعجونة بالفراغ، بالعطش، بالاحتمال. لستِ لي. وهذا النّهر الّذي يحملكِ يردّد ذلك كلّما عبرتُه كحلم مؤجّل، أو كنبوءة نسيتها السّنابل في موسم مزدحمٍ بالخسارات. أحمد نصرالله
Discussion about this post