ليلى بوشمامة
حلمٌ لا يعبر مرّتين
يا لدهشةِ القلبِ حينَ يعانقُ حلمًا كالعابرِ بينَ المروجِ الخضراءِ، يزهرُ للحظةٍ… ثمّ يذوبُ كندى الفجرِ قبلَ أن تلمسهُ الأصابعُ!
كيفَ للحلمِ أن يكونَ نجمًا يتلألأ في سماءِ الرّوحِ، ثم يأفلُ قبلَ أن يُدركهُ البصر؟
كيفَ يكونُ نافذةً مشرعةً للضوءِ، ثمّ
يغدو سرابًا لا يُمسكُ ولا يُعادُ؟
هي الأحلامُ يا صاحبي، تأتي كنسمةِ صيفٍ في ليلةٍ قائظةٍ… كوترٍ مهجورٍ يعزفُ لحنَهُ الأخير، كوميضِ برقٍ يشقُّ عتمةَ الرّوحِ ثمّ يخبو، كطيفِ عابرٍ يزورُ القلبَ مرّةً، ويتركُ خلفهُ ظلالًا لا تمحوها الأيامُ!
فماذا يفعلُ العاشقُ بحلمٍ لا يعبرُ مرّتين؟
فماذا يفعلُ العاشقُ بحلمٍ لا يعبرُ مرّتين؟
أيحملهُ كوشمٍ على نياطِ القلبِ، أم يودعهُ في أرشيفِ الذّكرى كرسالةٍ لم تصل؟
أيقفُ على أطلالهِ كعاشقٍ قديمٍ يترقّبُ عودتهُ، أم يمضي وهو يعلمُ أن بعضَ الأحلامِ لا تملكُ إلّا أن تكونَ ذكرى؟
فبعض الأحلام لا تملك إلّا أن تكون ذكرى….
يا حلمًا مرَّ في عينيَّ كالطّيفِ المسافرِ كماءِ المزنِ عانقني وعادَ بلا مآزرِ
أحببتُ فيكَ الفجرَ يسكنُ أضلعي وأبحرتُ في لُجِّ اشتياقي المتفاجرِ
ولكنَّ الأحلامَ لا تُهدى لِمَن
يرجو بقاءَ الطّيفِ في الأفقِ العابرِ
فمضيتُ أبحثُ في الدّروبِ عن السّنا لكنّهُ في القلبِ، يحيا كالضّمائرِ
يا من سرى في الرّوحِ حتّى لم يَعُدْ
فيها مكانٌ لالتياعٍ متكاثرِ
سأظلُّ أحيا في رجاءِ لقائنا
ولو كانَ في وهمٍ، بأطيافِ الدّفاترِ!
ليلى بوشمامة …. المغرب
Discussion about this post