بقلم … امال أبو فارس
رَقْصَةُ زورْبا …
مِنْ أَيْنَ لَكَ كُلُّ هذا يا زوربا؟
تُصَلّي مَتى شِئْت
وَتُغَنّي مَتى شئْت
وَتََكْفُرُ مَتى شِئْت
نَدْعوكَ لِلصَّلاةِ، فَتَدْعونا لِلرَّقْصِ
بِعُنْفُوانِ الشَّبابِ
وَقُوَّةِ الْحَياةِ الْمُتَدَفِّقَةِ في هذا الْكَوْنِ
لا تَعْرِفُ الْمَلَلَ وَلا الْوِحْدَةَ
الْعاداتُ عِبادةٌ
وَأَنْتَ عصفورٌ كَسَّرَ الْأَقْفاصَ
لِيُغَرِّدَ خارِجَ السَّرْبِ
بحرّيّةٍ
بِشَغَفٍ
حَتّى الثَّمالة، حَتّى التَّعَب، حَتّى الْمَلَل
هكَذا تُطْفِئُ نارَ الشَّهْوَةِ
لِتَتَحَرَّرَ مِنْ قُيودِها
قال زوربا:
سَأُعَلِّمُكِ كَيْفَ تَعيشينَ مِثْلي
بِلا زَمانٍ، بِلا مَكانٍ
سَأُعَلِّمُكِ الْحُبَّ
لا تُحاوِلي لَفْتَ انْتِباهي
أَراكِ بِقَلْبي
أَنْتِ الْأَقْرَبُ إِلى روحي
فَلا تَسْتَغْرِبي إِذا بَنَيْتُ لَكِ عُشًّا بَيْنَ ضُلوعي
لا تَكْفُري بِنِعْمَتي
فَقَدْ أَحْبَبْتُكِ كَنَفْسي
هاتِ يَدَكِ
سَأُعَلِّمُكِ الرَّقْصَ
سَأُعَلِّمُكِ كَيْفَ تَعيشينَ اللَّحْظَةَ
كَما عَلَّمْتِكِ أَنَّ السِّنَّ مُجَرَّدُ رَقْمٍ
وَأَنَّ بَعْضَ الْإيمانِ وَهْمٌ
وَبَعْضَ الْأَفْكارِ جَهْلٌ
وَكُلَّ مُتْعَةٍ هِيَ الآن…
ضَعي راحَتَكِ فَوْقَ كَتِفي
سَنَرْقُصُ
رَقْصَتي الشَّهيرَةَ:
“ارْقُصْ كَأَنَّهُ لا يَراكَ أَحَد…”
رَقْصَةً صوفِيَّةً، دائِرِيَّةً أَوْ مُسْتَقيمَةً
عَفَوِيَّةً أَوْ جادَّةً…
لا يَهُمّ
سَنُواجِهُ آلامَنا
الْمُتْعَةُ الْآنَ
لَيْسَتْ فيما مَضى
وَلا في الْمُسْتَقْبَلِ الْمَجهولِ
لا تُحافِظي عَلى الْمَسافَةِ بَيْنَنا
سَنَكونُ أَنا أَنْتِ
وَأَنْتِ أَنا
لَنْ أَسْرِقَ خُبْزَكِ
وَلَنْ أَدوسَ عَلى قَدَمِكِ
رُبَّما سَمِعْتِ عَنّي ما لَيْسَ صَحيحًا!!
فَلا تُصَدّقي كُلَّ ما يُقال…!
تَعالَيْ نَتَشارَكَ الْحُبَّ
وَنَبْدَأُ الرَّقْصَ
تابِعي خُطُواتي:
حَرِّكي رِجْلَكِ الْيُمْنى
قليلاً… وَأَنا سَأَفْعَلُ
ثُمَّ الْيُسْرى…
لِنَنْزِلَ إِلى الْأَرْضِ
بِبُطْءٍ في الْبِدايَة
سارِعي الْحَرَكَةَ
عَلى أَنْغامِ الْبُزُق وَالْمَنْدولينا
تابِعي وَقْعَ خُطُواتي
تابِعيني
نَحْنُ الْآنَ واحِدٌ
لا تَتْرُكي يَدي
حَتّى نَبْلُغَ النَّشْوَةَ
في رَقْصَةٍ أَبَدِيَّةٍ
رَقْصَتُنا لَيْسَتْ إِغْريقِيَّة
وَلا بوذِيَّة
إِنَّها رَقْصَةٌ لا يَعْرِفُها إِلّا مَنْ عَرَفَني
إِنَّها رَقْصَةُ زوربا
إنَّها
رَقْصَةُ الْحُرِّيَّة
بقلم … امال أبو فارس
Discussion about this post