قصّة : مَنْ أَنْتِ ؟؟
بقلم القاص : محمد سليمان مصريه – لبنان
لا أذكرك
فمن أنتِ؟؟
أراكِ دوماً زائرةً بيني
بين كوب قهوتي
من أنتِ؟؟؟
أراكِ تحترقين من نار الشّوق
كسيجارتي، لمَ تتلفّتين يمنى ويسرى؟؟ فما بالكِ؟؟
لماذا تأخذين دور عصفورة تودّ إيقاظي بتغريدها العذب؟ على شرفتي،
ألن تتعبي من المسير معي؟ فخطواتي متعبة وطريقي طويل، والمجهول والغموض أقرب أصدقائي.
من أنتِ؟ ماء ساخن عذب
أرى جمالكِ ونور وجهكِ،
فمن طيشِي أضع البنّ وأمزجه، لتتعكّر صفوتُك، كأمواج البحر المتتالية. نزيلك وتمحوك لوحةٌ من الرّمل. فراشةٌ تتباهى بروعة جمالها، بأجنحتها تتنقّل بين الزّهور والورد، تطرب الكون همساً بصوتها الحنون، وكأنّها نسمات لطيفة في الصّيف. من أنتِ؟ ولماذا تصرخين من بعيد؟ تعالي حبيبي، فما فات مات. من أنتِ؟
منعزلٌ أنا عن عالمي وعالمك، ولا أملك إلا أحزاني وكلماتي.
أيروق لك حالي؟
أتتنازلين وتودّين قربي مودّتي ومحبّتي؟
يا امرأة قلبت التاريخ
فطغت وأعلنت العصيان
ورفضت المفاوضات
مزّقت الوثائق الّتي تدينها
من أنت؟
قطعة سكر بيضاء كالثّلج
تبرد قهوتي وتطفئ سيجارتي،
من أنت؟
قالت وبكلّ هدوء وتطفّل
قالت بصوت طفلة أضاعت دميتها،
قالت بصوت رعد قويّ هزّني، أعاد لي ذاكرتي
أنا الّتي أحببتني فرفضت حبك، ما كان يعجبني، ّ
أنا الّتي
أرسلت لك قاتلاً مأجورًا يفتك بك،
غيابي وكبريائي،
أنا الّتي وجدت أوراق قصائدك تحتلّ غرفتي وأشيائي، أنا الّتي أعجبت بك سرًّا، ولكن سوء حالك أتعبني، فما أقول عنك لمجتمعي، وماذا يقولون عنّي؟! أحبّت رجلًا دون طبقاتنا العالية؟
كسرتِ قواعدنا، فأنتِ فخر صيفنا الجميل، جبالنا وبحورنا،
إلى شتاء لن تجني معه إلا المطر والبرد.
غلبتني كلماتك، سيدتي.
أنت محقّة،
فلا يجتمع شمس وقمر،
لا يجتمع ليل ونهار،
لا يجتمع ثلج ونار، فكيف لنا أن نجتمع يا حبيبتي؟ …
Discussion about this post