في بَيْتِ فَارِسِ الْأَحْلَامِ، وَفِي كَنَفِ عَائِلَةٍ تَوَسَّمَتِ الْخَيْرَ فِيهَا، وَجَدَتْ نَفْسَهَا فِي بَرَاثِنِ الْأَسَى، ارْتَدَتْ أَصْفَادَ الِاسْتِعْبَادِ، كَسْرٌ لِلْخَوَاطِرِ، وَفَتْكٌ بِالْمَشَاعِرِ، وَكَدَمَاتٌ فِي الذَّاكِرَةِ لَا تُشْفَى. كَانَ يَوْمُ زَوَاجِهَا بَوَّابَةَ الْجَحِيمِ، وَطَائِرُ النَّوْرَسِ الَّذِي حَلَّقَ فِي فَلَكِ الْأَمَانِي كَسَرُوا جَنَاحَيْهِ وَأَرْدَوْهُ مَشْلُولًا.
غَرِيبَةُ الدَّارِ، هَذَا كَانَ شُعُورُهَا مُنْذُ أُولِ وَهْلَةٍ وَطِئَتْ قَدَمَاهَا الْقَفَصَ، فَتَحَوَّلَ الْمَأْوَى إِلَى مَنْفًى، تُطَارِدُهَا نَظَرَاتُ الْقَسْوَةِ وَمَرَايَا عَاكِسَةٌ لِلْحِقْدِ الْمَوْرُوثِ.
وَمَعَ مُرُورِ الْأَيَّامِ، أَصْبَحَ بَيْتُهَا سِجْنًا، وَأَصْبَحَتْ رُوحُهَا ذَابِلَةً كَزَهْرَةٍ تُسْقَى بِمَاءِ الظُّلْمِ الَّذِي اسْتَنْزَفَ قُوَاهَا وَسَلَبَهَا الِابْتِسَامَةَ وَكَتَمَ أَنْفَاسَهَا.
شُعُورٌ بِالِاغْتِرَابِ مَعَ زَوْجٍ يُشَاهِدُ الزُّهُورَ تَذْبُلُ دُونَ أَنْ يُحَرِّكَ سَاكِنًا، تَسَلَّلَتِ الْأَسْقَامُ لِجَسَدِهَا وَأَصْبَحَتْ عَجُوزًا فِي الْعِقْدِ الثَّالِثِ، تُصَارِعُ سُمُومًا تُنْفَثُ فِي وَجْهِهَا فِي كُلِّ حِينٍ وَدُونَ سَبَبٍ.
هِيَ حَرْبُ الِاسْتِنْزَافِ، رَفَعَتْ فِيهَا رَايَةَ الِاسْتِسْلَامِ، فَقَدْ مَاتَتِ الرُّوحُ وَانْتَحَرَ الْفُؤَادُ وَظَلَّتْ جُثَّةً تَحْيَا دُونَ أَمَلٍ.
بقلم: حَجَّاج أَوَّل عويشة، الجزائر 🇩🇿







































Discussion about this post